جديد الإعلانات :

العنوان : أمير فذ وعالم ناصح

عدد الزيارات : 3316

من فضل الله علينا في هذه المملكة العربية السعودية الترابط الوثيق بين ولاة الأمر وبين أهل العلم فإنه إذا تعاون علماء السنة مع ولاة الأمر أثمر تعاونهم الأمن والاجتماع وظهور الخير ورفع منار السنة وقمع أهل الفتن والبدعة.

وقد كانت العلاقة بين صاحب السمو الملكي الأمير الجليل محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة جازان حفظه الله وبين العلامة السلفي الراحل زيد بن محمد بن هادي المدخلي تغمده الله بواسع رحمته (المتوفى صباح الخميس 12/5/1435هـ )  علاقة قائمة على المحبة والنصح والتعاون على البر والتقوى

فقد كان الأمير على كثرة مشاغله يتعاهد الشيخ بزياراته في منزله المتواضع في صامطة ، ويعوده إذا مرض ويوصي به خيراً .

وكانت جهود الشيخ في التعليم والدعوة والتربية محل اهتمام مباشر من سموه الكريم وجامع مكتبة العلوم الشرعية والمكتبة والمكتب التعاوني وما ينبثق عنها من مشاريع دعوية عظيمة يأتي في مقدمتها دورة الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه خير شاهد على ذلك الاهتمام من جناب سموه.

لقد كانت العلاقة بينهما علاقة مبنية على التقدير المتبادل فالعالم وظيفته النصح والبيان بالتي هي أحسن وكان الأمير _ولا يزال_ يتقبل ذلك بأذن صاغية وصدر رحب ومبادرة إلى فعل الخير.

وينبغي أن أشير إلى أن الشيخ لم يكن صاحب منصب في الدولة ولم يكن من أهل المال والثروة بل قضى العقدين الأخيرين من عمره المبارك على راتبه التقاعدي بعد عمله مدرساً في المعهد العلمي متفرغاً للعلم _ وللعلم فقط _ تدريساً وتاليفاً حتى وافاه الأجل.

فحفاوة صاحب السمو بفضيلته لم تكن نابعة إلا عن ثقته بالشيخ في علمه وسديد رايه وكمال نصحه وحرصه على مصلحة الدين والوطن.

ولما مات الشيخ أبى الأمير إلا أن يحضر من جازان إلى صامطة ليشهد الصلاة عليه ويعزي أبناءه وتلاميذه ومحبيه وليقول بلسان حاله هكذا هم ولاة الأمر من آل سعود في هذه البلاد في توقير العلماء الناصحين وحفظ مقامهم أحياء وأمواتاً .

فجزى الله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة جازان خير الجزاء على ما قدمه للعلم وأهله عامة وعلى ما قدمه لسماحة والدنا وشيخنا فقيد العلم والسنة العلامة الكبير زيد بن محمد بن هادي المدخلي _ خاصة_ رحمه الله وغفر له وجبر مصابنا بفراقه وأخلف منه على الأمة خيراً إنه سميع مجيب الدعوات.

علي بن يحيى الحدادي

14/5/1435هـ

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *