العنوان : التنبيه على تحريم الصلاة في ملابس غير ساترة والمسح على جوارب تحت الكعب.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وحافظوا على الصلوات الخمس، فقد أمركم الله بإقامتها والمحافظة عليها، وحذركم من إضاعتها والغفلة عنها، والتفريط فيها فقال تعالى آمراً بالمحافظة عليها “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ” وقال تعالى مبشراً من حافظ عليها “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ”
وقال تعالى متوعداً من أضاعها وفرّط فيها بالعذاب والنكال، وسوء العاقبة والمآل ، “فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”، وقال تعالى “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ”
عباد الله:
إن من المحافظة على الصلاة المحافظة على شروطها وأركانها وواجباتها، وهذه محافظة لازمة لا بد منها.
ومن إضاعة الصلاة الإخلال بشيء من شروطها أو أركانها أو واجباتها بدون عذر شرعي.
ومن الإخلال الذي صار يشاهد كثيراً لا سيما في مساجد طرق الأسفار ومصليات الأسواق والمتنزهات أن يصلي الرجل بسروال قصير فوق ركبته فإذا ركع أو سجد أو جلس انكشف فخذه وانكشاف الفخذ في الصلاة يبطل الصلاة عند جمهور العلماء.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : “فالواجب على الرجل والمرأة أن تكون الملابس ساترة، فإن كانت خفيفة لا تستر العورة بطلت الصلاة، ومن ذلك لبس الرجل السراويل القصيرة التي لا تستر الفخذين، ولا يلبس عليها ما يستر الفخذين، فإن صلاته والحال على ما ذكر غير صحيحة. وهكذا المرأة إذا لبست ثيابا رقيقة لا تستر العورة بطلت صلاتها والصلاة هي عمود الإسلام، وهي أعظم أركانه بعد الشهادتين، فالواجب على جميع المسلمين ذكورا وإناثا العناية بها واستكمال شرائطها، والحذر من أسباب بطلانها” انتهى كلامه رحمه الله.
فعظموا صلاتكم واستروا عوراتكم، ولا تكشفوا منها شيئاً، ومن كان لا بد لابساً مثل هذا اللباس إذا خرج من منزله فليكن معه لباس آخر يلبسه عند حضور الصلاة.
ومن رأيتموه يدخل المصلى أو المسجد بهذا اللباس فعلموه برفق وانصحوه بالأسلوب الحسن حتى لا يفشوَ الجهل ويُرفعَ العلم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً،
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الطهارة من شروط الصلاة فلا تصح الصلاة بدونها قال ﷺ: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ» رواه مسلم.
ومن الإخلال بهذا الشرط العظيم ما يفعله بعض الناس هداهم الله من المسح على الشراب القصير الذي لا يغطي الكعبين، فإن الخف أو الجورب أو الشراب لا يجوز المسح عليه إذا لم يكن ساتراً لمحل الفرض وهو القدم كله إلى الكعبين، ومن فعل ذلك فطهارته باطلة وصلاته باطلة.
وبعضهم إذا أراد أن يمسح على الجورب القصير رفعه إلى الكعبين ثم مسح عليه، فإذا جاء الفرض الثاني رفعه ومسح عليه وهذا غلط فإنه إذا انكشف الكعب لقصر الجورب فلا يصح المسح عليه بعد ذلك إذا انتقض وضوءه، وعليه أن يخلعه ويغسلَ رجله ثم يلبس الجورب من جديد ولو لم تنته مدة المسح، وهي يومٌ وليلة للمقيم، وثلاثةُ أيام للمسافر.
فخذوا دينكم بجد، وتفقهوا فيه، حتى لا تعرضوا عباداتكم للبطلان أو للنقصان. وتتعرضوا بسبب التفريط والتساهل إلى غضب الديان رأى النبي ﷺ قوماً يتوضؤون ولا يتمون الوضوء فقال “ويل للأعقاب من النار” متفق عليه. نسأل الله العفو والعافية. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين. اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم فرج هَمَّ المهمومين واقضِ الدينَ عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين. وانصر جنودنا المرابطين، إنك أنت القوي العزيز، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.