جديد الإعلانات :

العنوان : الحديث الثالث: من دعا إلى هدى ..

عدد الزيارات : 2759

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» أخرجه مسلم (4/ 2060)

راوي الحديث:

 أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل اختلف في اسمه واسم أبيه قيل عبد الرحمن ابن صخر وقيل: عمرو بن عامر وقيل غير ذلك.

بلغت عدد مرويات (5374) حديثاً. كان عالماً فقيهاً محدثاً مفتياً عابداً متواضعاً شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالحرص على الحديث ودعا له أن يرزقه علماً لا ينساه. وأن يحببه الله وأمه إلى عباده المؤمنين.

مات سنة سبع وقيل سنة ثمان وقيل تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة ع

 معاني المفردات:

من دعا إلى هدى : أي أرشد إلى علم نافع أو عمل صالح بقوله أو بفعله.

لا ينقص ذلك من أجورهم : أي إذا أعطي الداعي مثل حسناتهم تبقى حسناتهم كما هي كاملة لا يؤخذ منها شيء للداعي. ومثل ذلك في الآثام والعياذ بالله.

 فقه الحديث وفوائده:

  1. في هذا الحديث الحث على تبليغ العلم لمن كان عنده علم ، حتى قال ابن عبد البر عنه إنه : ” أبلغ شيء في فضائل تعليم العلم اليوم والدعاء إليه وإلى جميع سبل البر والخير لأن الميت منها كثير جداً”
  2. من الأدلة الدالة على الأمر بالدعوة والترغيب فيها قوله تعالى (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) فجعل من صفات الفائزين أنهم يدعون إلى الحق. وقال تعالى (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) أي لا أحد أحسن منه.  وقال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني). فالدعوة إلى الله بتبليغ العلم الشرعي هي طريق النبي صلى الله عليه وسلم وطريق أتباعه حقاً وصدقاً. وقال صلى الله عليه وسلم « فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» متفق عليه.
  3. أن للداعي من الحسنات مثل حسنات من اقتدى به واتبعه لأنه المتسبب في هدايتهم وصلاحهم، فعلى أهل العلم أن يجدوا في تعليم الناس حتى يكثر من ينتفع بهم فتكثر أجورهم وحسناتهم.
  4. “بهذا يعلم أن له – صلى الله عليه وسلم – من مضاعفة الثواب بحسب تضاعف أعمال أمته بما لا يعد ولا يحد. وكذا السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، وكذا بقية السلف بالنسبة إلى الخلف، وكذا العلماء المجتهدون بالنسبة إلى أتباعهم، وبه يعرف فضل المتقدمين على المتأخرين – في كل طبقة وحين” اهـ من كتاب مرقاة المفاتيح.
  5. في الحديث وعيد شديد لدعاة النار ممن يدعو إلى الشرك أو يدعو إلى الإلحاد أو يدعو إلى البدع أو يدعو إلى الفواحش والآثام أو يدعو إلى الفتن والاقتتال بين المسلمين بأن عليه وزر دعوته الآثمة ووزر أتباعه الذين استجابوا لدعوته للشر والعياذ بالله ويؤكد هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم «لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا، إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا، لِأَنَّهُ كَانَ أَوَّلَ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ» متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. والله أعلم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *