العنوان : الخوارج كلاب النار
بسم الله الرحمن الرحيم
(الخوارج كلاب النار)
أخرج ابن أبي عاصم في السنة (2/438) عن سعيد بن جمهان، قال: دخلت على ابن أبي أوفى _رضي الله عنه _ وهو محجوب البصر، فسلمت عليه، فرد علي السلام فقال: من هذا؟ فقلت: أنا سعيد بن جمهان. فقال: ما فعل والدك؟ فقلت: قتلته الأزارقة. قال: قتل الله الأزارقة كلها، ثم قال: ثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إنهم كلاب أهل النار» . قال: قلت: الأزارقة كلها، أو الخوارج؟ قال: الخوارج كلها.
(محجوب البصر) أي: أعمى البصر. (قتل الله الأزراقة) أي: لعنها. (الأزارقة) : فرقة من الخوارج تتبع نافع بن الأزرق.
في هذا الخبر فوائد كثيرة ومنها:
- استحلال الخوارج لدماء المسلمين بغير حق، وذلك أنهم يحكمون بكفر من خالفهم، وقرر نافع الأزرق وأتباعه أن من خالفهم فهو مشرك، ومن اعتقد عقيدتهم ولم يهاجر إليهم فهو مشرك أيضاً، وحكموا باستحلال قتل نساء وأطفال من خالفهم. ولهذا جردوا سيوفهم في نحور أهل الإسلام يقتلونهم شر قتلة. ولا زال الخوارج على هذه الطريقة إلى يومنا هذا مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان).
- مشروعية لعن الخوارج كما لعنهم الصحابي الجليل ابن أبي أوفى رضي الله عنه، لأن في لعنهم عند الحاجة إليه تنفيراً للناس من طريقتهم، وترهيباً لهم منها. فإذا كان الشارع قد جاء بلعن السارق والظالم والكاذب وآكل الربا ونحوهم فالخوارج أحق باللعن لأن ضررهم أعظم وشرهم أكبر.
- من العقوبات الأخروية للخوراج أنهم يمسخون على صور الكلاب في نار جهنم والجزاء من جنس العمل ، فكما أنهم كانوا في الدنيا يَعْدُون على أهل التوحيد بالقتل والسلب والسبي كما تعدوا الكلاب المسعورة على الناس والدواب تعض وتقتل وتؤذي وتفسد فيمسخون على هذه الصورة القبيحة المناسبة لأحوالهم وأفعالهم وسلوكهم في دار الدنيا.
- الخوارج لا تنحصر في الأزارقة، ولا تنحصر في زمن معين بل كل من اعتقد عقيدة الخوارج فهو منهم في أي زمان وفي أي مكان وبأي اسم تسمى، فعلى المسلم أن يحذر من الأفراد والجماعات والتنظيمات التي تدين بدين الخوارج وعقيدتها.
- يستطيع غير المتخصص أن يتعرف على الخوارج في عصره من خلال علاماتهم البارزة ومنها العلامات التالية:
أولاً: التصريح بتكفير المسلمين بغير مكفر شرعي.
ثانياً: التصريح بتكفير الحكومات القائمة في بلاد الإسلام والدعوة إلى الخروج عليها واستحلال دماء جيوشها ورجال الأمن فيها.
ثالثاً: الدعوة إلى الثورات والمظاهرات والاعتصامات والشغب والعصيان تعبيراً عن رفض الظلم أو المطالبة بالحقوق أو لنحو ذلك من المبررات.
نسأل الله أن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار وأن يبسط الأمن والطمأنينة على بلاد المسلمين
د. علي بن يحيى الحدادي
اللهم أمتنا على الإسلام والسنه ..
جزاكم الله خيرا