العنوان : ثواب من صام يوم عاشوراء
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال ” يكفر السنة الماضية ” رواه مسلم
معاني المفردات :
عاشوراء : هو العاشر من محرم عند جماهير أهل العلم وجاء عن ابن عباس ما يفهم منه أنه التاسع وهو خلاف ظاهر التسمية .
التعليــق :
1- يوم عاشوراء يوم عظيم فيه أهلك الله فرعون وجنوده غرقاً ونجى فيه موسى ومن معه فضلاً منه وكرماً في أية باهرة ومعجزة ظاهرة إذ فلق الله البحر لموسى فجعل له فيه اثنتي عشر طريقاً يابساً فلما جاوزوه إلى البر سالمين وتوسط فيه فرعون وجنوده فرحين أمر الله البحر فانطبق عليهم فأغرقهم قال تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68) [الشعراء].
2- كان يوم عاشوراء يوما تعرفه العرب في جاهليتها وتعظمه وهكذا كان اليهود يعظمونه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ويأمر بصيامه بل ذهب جمع من أهل العلم إلى أن صومه كان فريضة فلما شرع صيام رمضان صار صيام عاشوراء مستحبا لا واجباً .
3- يجوز أن يفرد عاشوراء بالصيام ولكن الأفضل أن يصوم معه التاسع لحديث ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) أخرجه مسلم
أو يصوم العاشر والحادي عشر لحديث (صوموا قبله يوما أو بعده يوما ) رواه البيهقي
أو يصوم ثلاثة أيام عاشوراء ويوماً قبله ويوما بعده لقوله صلى الله عليه وآله وسلم (صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود صوموا قبله يوما وبعده يوما ) رواه أحمد والبيهقي .
4- من البدع المنكرة اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً كما تفعله الرافضة إظهاراً للحزن على قتل الحسين وما يصاحب ذلك من المسيرات وضرب الأجساد وجرحها في مشاهد تنفر عنها الفطر السليمة وتستهجنها العقول الرجيحة .
5- ومن البدع اتخاذ عاشوراء يوم عيد وفرح وسرور إذ لا دليل على هذا فعلى المسلم الوقوف عند حدود الشرع بلا تفريط ولا إفراط ولا زيادة ولا نقصان والله الموفق .