جديد الإعلانات :

العنوان : سلسة شرح الدروس المهمة (6)

عدد الزيارات : 3377

تفسير سورة العصر:

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}

 

ـوهي مكية.

 

-قوله تعالى:

{وَالْعَصْرِ}

يقسم الله بالعصر، وهو الزمان والوقت والعمر الذي هو محل الإيمان والعمل الصالح والاستعداد للآخرة. والله يقسم بما يشاء أما المخلوق فلا يقسم إلا بربه وحده.

 

-قوله تعالى:

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}

أي:كل إنسان خاسر نفسه في جهنم والعياذ بالله.

 

-قوله تعالى:

{إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}

أي:إلا من اتصف بهذه الصفات الأربع فإنه رابح غير خاسر وناج غير هالك وسعيد غير شقي.

 

فإذا كانت هذه الصفات الأربع هي مدار السعادة فحقيق بكل عاقل أن يسعى في الاتصاف بها قدر طاقته واستطاعته.

 

-وهذه الصفات الأربع هي:

 

٠الأولى: الإيمان وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. والإيمان بهذه الأصول يلزم منه العلم أولاً فمن لا يعلم ما أمره الله أن يؤمن به فكيف يؤمن؟! وبم يؤمن؟!.

 

٠الثانية: العمل الصالح .

ولا يكون العمل صالحاً إلا بشرطين : الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله ﷺ .

 

والعمل من الإيمان وركن من أركانه لا يصح إيمان إلا بعمل كما لا يصح العمل بلا إيمان ولكنه أفرد العمل بالذكر تأكيداً لأمره وتنويهاً بأهميته قال تعالى:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

وقال تعالى:{هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}

 

٠الثالثة: الدعوة إلى الحق وهو الدعوة إلى الكتاب والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعلم والبصيرة والرفق وحسن القصد.

 

٠الرابعة: الصبر على فعل الطاعات و ترك المنكرات، وعلى أقدار الله المؤلمة فلا يقول ولا يفعل عند نزول المصيبة ما يغضب الله من لعن القدر أو الاعتراض على الله أو النياحة وهي رفع الصوت بالبكاء أو لطم الخدود أو شق الجيوب أو حلق الشعر أو نتفه أو نحو ذلك مما يفعله كثير من الناس وكثير من النساء عند حلول المصايب ولا سيما مصيبة الموت.

 

فما أعظم شأن هذه السورة على قلة عدد كلماتها فقد جمعت أصول الخير والفوز والسعادة، والله أعلم.

 

One comment

  1. ذكر ابن كثير في تفسيره : 1/63 عن الشافعي بلفظ ” لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم “. 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *