جديد الإعلانات :

العنوان : سلسلة الدروس المهمة(١٤)

عدد الزيارات : 1109

تفسير سورة المسد:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}.

 

هي سورة مكية.

ـسبب نزولها:

صعد النبي -ﷺ- جبلاً بمكة فنادى قريشاً فاجتمعوا له فقال:
«لو أخبرتكم أن عدوا سيهجم عليكم قريباً في الصباح أو المساء هل كنتم تصدقوني؟»
قالوا: نعم. نصدقك ونثق بخبرك لأنك الصادق الذي لم نجرب عليه كذباً أبداً. فقال لهم:
«إذن فاعلموا أن الله أرسلني إليكم أحذركم وأنذركم من عذابه الشديد إن لم تؤمنوا به وتوحدوه وتتركوا عبادة الأصنام والأوثان» .
وكان عم النبي -ﷺ- أبو لهب حاضراً مع من حضر فقام مغضباً ينفض يديه ويقول تباً لك ألهذا جمعتنا، أي أنه موضوع تافه لا يستحق أن تعنينا وتتعبنا من أجل الاجتماع له.
فأنزل الله هذه السورة الكريمة يرد عليه ويتوعده بالعذاب والنكال لكفره بالله، وسوء أدبه مع رسول الله -ﷺ-.

ـمعنى السورة:

-{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَب}:
أي خسرت وخابت، وأبو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب عمّ النبي
-ﷺ- ، وكان يكنى أبا لهب لجماله وإشراق وجهه. وكان كثير الأذى للنبي -ﷺ- .

-(وتب): أي وقد حصل له التباب والخسار، فتبّ الأولى دعاء عليه ، والثانية إخبار عنه.

-{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَب}:
أي لا يرد عنه عذاب الله تعالى لا ماله ولا أولاده. كما لم ينفعه نسبه ولا قرابته من النبي -ﷺ- وهكذا الأحساب والأنساب لا تنفع عند الله إنما ينفع العبد إيمانه وعمله الصالح.

-{سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}:
أي ذات شرر ولهيب وإحراق شديد تحيط به من كل جانب.

-{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}:
هذا وعيد آخر لامرأة أبي لهب وهي أم جميل بنت حرب بن أمية فإنها كانت ايضاً شديدة العداوة لرسول الله -ﷺ- وكانت تعين زوجها على أذية رسول الله فعاقبها الله بأن تكون عونا في النار على عذاب زوجها فتحمل الحطب في نار جهنم فتلقيه عليه والعياذ بالله.

-{فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ}:
أي قد هيئت لهذا الأمر فجعل في عنقها حبل من ليف محكم الفتل، قال سعيد بن المسيب : “كانت لها قلادة فاخرة فقالت لأنفقنها في عداوة محمد، فأعقبها الله بها حبلاً في جيدها من مسد النار”.

وفي هذه السورة آية باهرة على صدق محمد -ﷺ- وعلى أن القرآن منزل من عند عالم الغيب فإن الله
-ﷻ- أخبر بأن أبا لهب وامرأته من أهل النار ثم إنهما عاشا بعد هذه السورة زماناً ثم ماتا على الكفر فلم يؤمنا لا ظاهرا ولا باطنا والعياذ بالله.

اللهم اجعلنا من أوليائك وأنصار دينك وأتباع نبيك صلى الله عليه وسلم واحشرنا يوم القيامة في زمرته، وباعد بيننا وبين حزب أعدائه وشانئيه الصادين عن سبيله إنك سميع الدعاء.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *