العنوان : شتان بين الأُخوّتين!!
مررت مع صديق عزيز على عمارتين كبيرتين متجاورتين بجوار قريته فقال لي هاتان العمارتان لشقيقين (ع) و (غ) ماتا قبل مدة قريبة (كان هذا عام 1413هـ تقريباً) وكان بينهما من المحبة والمودة شيء كثير اصطحبا في الطفولة والشباب والشيخوخة حتى كانا في آخر أعمارهما يفكران كيف سيصبر أحدهما بعد أخيه. فكان كل منهما يدعو أن يموت قبل الآخر أو أن يموتا معاً..
وقدر الله أن مرض أحدهما مرض الموت فأصر أخوه على كبره _ أن يكون هو المرافق_ وجاء يوم كانت فيه المفاجأة..
جاء الأولاد لزيارة أبيهم وعمهم المرافق فوجدوا المريض فارق الحياة على سريره ووجدوا عمهم ميتاً على صدر أخيه.. فغسلا وكفنا وصلي عليهما ودفنا بجوار بعض غفر الله لهما وجمعهما في جنته معاً فنعم الإخوة والصداقة والصحبة..
ومرت سنين بعد تلك الحادثة وكنت في الطريق مع صديق عزيز آخر في مكان لا يبعد كثيراً عن ذلك المكان فقال لي ما رأيك أريك قبرين هنا على الطريق فوقفنا بجوار محطة بنزين فرأيت قبرين عليهما سور فقال القصة الشائعة عندنا أن هذين أخوان اختلفا على مشروع تجاري صغير ووصل بهما الخلاف أن تضاربا وتطاعنا فقتل كل منهما الآخر على دنيا تافهة خسرا بسببها حياتهما وعسى الله أن يتجاوز عنهما فلا يخسرا أخرتهما.. فدفنا في محل الجريمة على قارعة الطريق ليكونا عظة وعبرة..
نموذجان تقاربا مكاناً وتباعدا وصفاً ومسلكا وعاقبة وصدق الله إذ يقول (إن سعيكم لشتى)
استفاد الأولان إن شاء الله أجراً عظيماً وثناء حسناً وصارا قدوة صالحة لمن بعدهم من أبنائهم وأقربائهم وجيرانهم ومن سمع بهم ..
اما الآخران فماذا استفادا إلا أن صارا عبرة لمن يتعظ ويعتبر
نسأل الله أن يجعلنا ممن خاف ربه ووصل رحمه وأعاذنا من نزغات الشياطين إنه سميع مجيب الدعاء