جديد الإعلانات :

العنوان : شهر شوال: وتوجيهات متفرقة

عدد الزيارات : 2318

الخطـبة الأولـى

أما بعد :

اتقوا الله عباد الله ، حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.

أيها الإخوة في الله إن القضايا التي تمس الحاجة إلى تسليط الأضواء عليها في هذا الشهر كثيرة ولو تكلمنا على كل قضية بشيء من التفصيل لطال المقام جداً ولكن بحسبنا أن نشير إلى شيء منها بشيء من الإيجاز :

أولاً : العيد فرصة لإصلاح ذات البين ، وصلاح ذات البين من القربات العظيمة فيها الثواب والأجر وفيها انشراح الصدر وفيها قوة بنيان أهل الإسلام ، كما أن في فسادها الإثم والوزر وضيق الصدر ووهن بنيان المجتمع واضمحلال فرص التعاون على البر والتقوى. ولذا يحرص الشيطان أشد الحرص على أن يفسد العلاقة بين أبناء الأب الواحد وبين الأقارب وبين الجيران وبين الزملاء وبين الزوجين وبين الآباء والأبناء.  إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء  الآية. ولمفاسد التهاجر فقد حرمه الله بين أهل الإيمان فوق ثلاث ليال وتوعد المتهاجرين بعدم مغفرة ذنوبهما حتى يصطلحا. وقد تعظم المشكلة ويستفز الشيطان كلا الطرفين فلا يبادر أحدهما إلى الصلح وهنا فإن دور العقلاء في الأقارب أو الجيران أو في مقر العمل ليتولوا أمر الصلح، ويجتهدوا في إزالة آثار الشقاق.. ووضع حد للقطيعة والصلح من أفضل الأعمال قال تعالى: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس  الآية. ولحرص الشريعة على الصلح فقد أباح فيه الكذب مع أنه حرام فيكذب المصلح إذا اقتضى الأمر ورأى في أن إخباره بخلاف الواقع ما يسل السخائم ويوصل إلى  الإصلاح.

والعيد فرصة لأن يهب المصلحون فيصلوا بين المتقاطعين المتهاجرين ممن يعرفونهم.. ويحتسبوا في ذلك الأجر عند الله.

ثانيا : من المظاهر الطيبة في هذا المجتمع ما يحصل فيه من كثرة التزاور والمناسبات التي تجمع العدد الكثير من الأفراد. ولا شك أن الناس يجتمعون لتبادل أطراف الأحاديث بينهم وهنا يتأكد على المسلم أن يحفظ لسانه ففي الحديث :”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت” فاحذروا في مجالسكم الغيبة والنميمة والسباب واللعن والغش والبذئ من الأقوال فما هذا للمؤمنين بخلق. اعمروا مجالسكم بذكر الله وشكره تذاكروا ما أنتم فيه من النعم نعمة الإسلام نعمة الأمن في الوطن.. نعمة اجتماع الكلمة تحت حكم الشريعة نعمة وفرة الأرزاق والخيرات والمحافظة عليها.. اختموا مجالسكم بكفارة المجالس.. فإنها كفارة لما يكون فيها من اللغو.. واحذروا أن تقوموا من مجلس لم تذكروا الله فيه فإنه ما من قوم جلسوا مجلساً ثم قاموا من غير أن يذكروا الله إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة و ما من قوم جلسوا مجلساً ثم قاموا من غير أن يذكروا الله إلا انبعثت منه رائحة كريهة كجيفة حمار لكن ابن آدم لا يدركها بل أخبر بها الصادق المصدوق.

ثالثاً : على الرجل أن تظهر قوامته على أهل بيته وذلك بأن يلزمهم بالآداب الشرعية ومن ذلك أن يصون نساؤه عن التبرج والسفور والاختلاط بالرجال الأجانب. والسفر من غير محرم، فإن ما يشاهد من بعض الخلل في هذا الجانب إنما يعود في الغالب إلى تفريط أولياء أمورهم في واجب الرعاية والتربية وكلكم راع ومسؤول عن رعيته.

رابعاً : إن أفراح النكاح مناسبة سعيدة بهيجة شرع الله أن تعلن وشرع أن يتجمع فيها الناس على الوليمة. ويوسع فيها للنساء أن يضربن بالدفوف. ولكن على المجتمع المسلم أن يحذر من العادات التي تخالف الهدى والشرع كالمغالاة في المهور مما يصل به إلى حد تعجيز الشباب وإغراقه بالديون، وكالإسراف والتبذير في ذبح الولائم فإن كثيراً من الناس يقدمون من الأطعمة ما لا يكون له مصرف إلا الزبائل وحاويات القمامة والعياذ بالله وهذا من الإسراف وكفران النعم والنعم إذا كفرت سلبها الله عز وجل.

ومنها استعمال آلات المعازف غير الدفوف، ومنها تساهل بعض النساء في ألبستهن.. ومنها تصوير الحفلات وفي ذلك كله من الشر ما فيه لا سيما مع إمكان تسرب صور النساء وهن في غاية التجمل والتزين..فطهروا أفراحكم مما يسخط الله تعالى تكن لكم سعادة في الدنيا والآخرة.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

الخطـبة الثانيــة

أما بعد :

فالتنبيه الخامس: يتعلق كثير من الصبية في العيد بالألعاب النارية وهي خطر عليهم قد تذهب ببعض حواسهم, والمقصود أنه إن وكان ولا بد من لهو الصبية بها فليكن بإشراف رجل عاقل حتى يدرأ عنهم خطرها.

سادساً : من الناس من يجعل حِفاظه على الصلاة مرتبطاً بشهر رمضان فإذا انتهى رمضان انتهت صلته بالمسجد إلا ما ندر والعياذ بالله..  إنك يا عبد الله تعبد الله ولا تعبد رمضان وربه هو رب الشهور كلها.. وليس للمؤمن حد ولا غاية تنتهي عندها عبادته إلا الموت قال تعالى:واعبد ربك حتى يأتيك اليقين فاتقوا الله عباد الله واقنتوا له وأديموا له الطاعة والعبادة . ولاسيما الصلاة فإنها عمود الدين ومن لا صلاة له لا إسلام له. ففي الحديث:” بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة”

وإن من خير ما تفعلونه في شهركم هذا صيام ستة أيام فإن صيامه بعد صيام رمضان يعدل صيام الدهر يعني صيام السنة كلها.. وصومها سنة وتصح متفرقة ومتتابعة ومن صامها سنة لا يلزمه أن يصومها في كل عام.. ومن كان عليه قضاء وأراد صيام الست فيبدأُ بالقضاء أولاً لأن ظاهر الحديث يدل على أن صيامها إنما يكون بعد صيام رمضان.. ومن فضل الله أنه يتابع على عباده مواسم الطاعة حتى يستغلوها فيستكثروا من الصالحات ما يكون لهم بها زلفى عند ربهم.

ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله .

2 comments

  1. علي القاضي

    تصحيح الآية : ( لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) .
    كاتبين : نجواكم .
    وجزاكم الله خيرا .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *