جديد الإعلانات :

العنوان : لماذا يكسب الفكر الضال كل يوم بعض أبنائنا؟

عدد الزيارات : 2059

الخطـبة الأولـى

أما بعد:

إن من دواعي الخوف والقلق أننا لا نزال نفاجأ بين وقت وآخر بأنباء القبض على مجموعة من أبنائنا ممن ينتمون للفكر الضال وهم يخططون ويدبرون لعمليات جديدة من التفجير والتدمير والقتل والاغتيال في هذا البلد الآمن بلد الإسلام والسنة والحكم بالشريعة بلد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومحط أنظارهم. ومهوى آمالهم.

إن هذا يدلنا على حقائق مؤسفة يتقطع لها القلب أسى ويتفتت لها الكبد حزنا ومنها

أولاً : أن الفكر الضال لا يزال يعمل بكل جد واجتهاد وإلا لما كان يكسب في صفه كل يوم دماء جديدة من أبنائنا وشبابنا يعيد صياغة أفكارهم وعقائدهم ويطمس على بصائرهم حتى يجردهم من الولاء لعقيدة السلف ومن الولاء لولاة أمورهم والنصح لوطنهم ثم يجعل منهم أدوات عمياء بكماء صماء يستخدمها في تحقيق أهدافه في تدمير هذا البلد وإشعال نار الفتنة في أرجائه.

ثانياً : يدل على تقصير كبير في مواجهة هذا الفكر ولا سيما ممن ينتظر منه أن يكون أول الفاضحين له وأول المستميتين في بيانه وكشفه وذلك لعظم تأثيرهم على الجماهير كالقنوات الفضائية الإسلامية ولا سيما التي تنطلق

من هذا البلد

ومثلِ حلقات التحفيظ التي تضم ألوفاً من الشباب والفتيات الذين في هم مرحلة عمرية مستهدفة كل الاستهداف من قبل هذا الفكر إضافة لما لديهم غالباً من عاطفة دينية تسهل مهمة اجترارهم لهذا التنظيم الذي يظهر الخير ويضمر الشر

ومثلِ جماعات التوعية الإسلامية في المدارس ولا سيما في المرحلة الثانوية والتي اسُتهلكت برامجها في التمثيل والإنشاد الموجّه لإيصال أفكار معينة لا تخدم وطناً ولا تنكأ عدوا شرعياً.

ومثلِ منبر الجمعة الذي هو أخطر منابر التوجيه الأسبوعية على المجتمع فإنك تجد كثيراً ممن تحمّل مسؤوليتها يخطب في مشكلات العالم الإسلامي في أطراف الأرض لكنه لا يكلّف نفسه أن يخطب محذراً من تنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات والتنظيمات التي فتكت بشباب هذا البلد وللأسف.

ومثل الكلمات التوجيهية والمحاضرات في المساجد والمخيمات والملتقيات الدعوية  فإن كثيراً منها يتحاشى هذه الموضوعات التي إن لم تطرح الآن فالله أعلم متى ستطرح .

إن الخطر ليس محصوراً في فتنة الشهوات والمعاصي _ وهي خطر_ ولكنّ الخطر الأشد فتنة الشبهات التي أودت بكثير من الشباب وبغير الشباب.

ومثل الشريط الإسلامي _ كما يقال _ فاذهب إلى التسجيلات الإسلامية فماذا ستجد فيها

أبدأ بالتسجيلات القريبة منك وانظر وتفحص في محتوياتها ثم قارن بين عدد أشرطة الأناشيد والقصص والضحك وبين أشرطة أهل العلم ولا سيما أشرطة كبار العلماء ولا سيما كلامهم في باب محاربة الجماعات الوافدة والتنظميات الغالية كالإخوان المسلمين والتبليغ والقاعدة وغيرها لن تجد إلا قليلاً قليلاً وهذا إن وجدت.

ومثل المطويات التي توزع في المساجد والمدارس وطرق الأسفار في المحطات والمصليات وقصور الأفراح  تجد فيها موضوعات شتى ولا سيما فيما يتعلق بالرقائق أو المعاصي ولكن ما أندر ما يوزع مما فيه محاربة هذا الفكر الضال.

ومثل مناشط الاستراحات الدعوية التي يجرجر إليها شبابنا كل أسبوع  فما الذي يتعلمه فيها شبابنا مما يفيدهم في الحذر من هذا الفكر وأهله لا شيء إلا أن يشاء الله بل إن كثيرا منها لا تعدو أن تكون محاضن وفقاسات لتفريخ شباب الإرهاب مستقبلاً والله المستعان.

ثالثاً : تدل هذه الأنباء على غفلة مستولية على كثير من الأسر عن أبنائها.  قد خُدّروا بحسن الظن بمن ظاهره الاستقامة دون معرفة حقيقية بمنهجه وعقيدته وفكره فما دام الولد يذهب ويخرج ويجيء مع شباب ملتزمين فهو إذن على خير. وهذا غلط وتقصير وحسن ظن في غير موضعه وفي غير وقته.

مع وجود هذه الفتن صار لا يكفي حسن المظهر حتى تفتش وتتحقق من حسن المخبر.

لقد كان التابعون يتلقون الحديث عن كل أحد ممن يظهر أنه من أهله فلما ظهرت الفتنة قالوا (سَمّوا لنا رجالكم) أي اذكروا أسماءهم حتى نميز بين من يُقبل ومن لا يُقبل . وهذا يعطينا أن الأحوال تختلف من وقت لآخر

فانتبهوا لأبنائكم حتى لا تستيقظوا وإذا هم في خلية إرهابية في العراق أو في اليمن أو في الصومال ثم لا يرجعون إليكم إن رجعوا إلا وهم يكفرونكم ويتقربون إلى الله بدمائكم.

نسأل الله أن يحفظنا بحفظه وأن يكلأنا برعايته وأن يحفظ شبانا وبلادنا من كل فتنة إنه سميع قريب مجيب الدعوات.

 الخطـبة الثانيــة

 أما بعد:

اتقوا الله عباد الله واعلموا أن مثل هذا الكلام يفسره ذووا الأهواء الفاسدة على أنه حرب على الدين والدعوة والجهاد والقرآن

وكذبوا أو أخطوؤا فإنّما هو موجه للتحذير من الفكر الضال فكر الإخوان المسلمين وفكر جماعة التبليغ وفكر تنظيم القاعدة

هذه الأفكار التي استغلت الدين لإفساد العقيدة ولإفساد الوطن وإشعال نار الفتنة  وتفريق الكلمة

هذه التنظيمات التي لبّست على كثير من الناس لأنها ترفع الشعارات البراقة وتنطلق تحت مظلة المشاريع الخيرية لذا انطلت خدعهم على كثير من الناس.

وأعيد تحذيري وتنبيهي مرة بعد مرة الله الله في أبنائكم لا تتخطفهم هذه التيارات فإنها تعمل في كل مكن في هذا الحي وفي غيره وفي هذه المدينة وفي غيرها فلسنا بمنأى عن الخطر

يُخطط لأبنائكم لجرهم إلى العراق

يُخطط لأبنائكم لغرس مشاعر الكره والعداء في قلوبهم لولاة أمورهم

يُخطط لأبنائكم لتجنيدهم لجهات لا تريد بهم ولا بكم ولا ببلدكم خيراً

وكل ذلك باسم الدين فكونوا على حذر والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

One comment

  1. بلغيث احمد سعيد القرني

    جزاك الله خيرا شيخنا المفضال

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *