جديد الإعلانات :

العنوان : من مخاطر الألعاب الالكترونية، وواجب الآباء والأمهات

عدد الزيارات : 12241

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وتذكروا أن أبناءكم وبناتكم أمانة في أعناقكم، أنتم مسؤولون عنها أمام الله تعالى كما قال جلّ وعلا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ} وقال صلى الله عليه وسلم (كلكم راع فمسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسئول عنهم، والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق عليه.

فلنتق الله في أبنائنا وبناتنا بحسن تربيتهم ورعايتهم ووصيتهم وتوجيههم إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم وتحذيرهم مما يضرهم في دينهم ودنياهم بالحكمة والموعظة الحسنة.

فإن معنى وقايتهم من النار وقايتُهم من أسباب دخولها من الشرك والبدع والمعاصي وترك الواجبات الشرعية. قال ابن كثير رحمه الله : “أي مُرُوهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَوْهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَا تَدَعُوهُمْ هَمْلًا فَتَأْكُلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.  وفسر جماعة من السلف الأمر بوقايتهم من النار بمعان متقاربة فعَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ أنه قال:أَدِّبُوهُمْ، عَلموهم.

وعن ابن عباس رضي الله عنمها قال: اعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَاتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ، ومُروا أَهْلِيكُمْ بِالذِّكْرِ، يُنْجِيكُمُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: اتَّقُوا اللَّهَ، وَأَوْصُوا أَهْلِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: يَأْمُرُهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَيَنْهَاهُمْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَأَنْ يقومَ عَلَيْهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ، وَيَأْمُرَهُمْ بِهِ وَيُسَاعِدَهُمْ عَلَيْهِ، فَإِذَا رَأَيْتَ لِلَّهِ مَعْصِيَةً، قَدعتهم عَنْهَا وَزَجَرْتَهُمْ عَنْهَا.

وقال بعض السلف: حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُعَلِّمَ أَهْلَهُ، مِنْ قَرَابَتِهِ وَإِمَائِهِ وَعَبِيدِهِ، مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَمَا نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهُ.

عباد الله:

إن المشكلات التي تهدد الدين والأخلاق وتفسد دنيا العبد وآخرته قد تختلف من زمن إلى زمن وإن من المهددات الكبيرة لأطفالنا بل وشبابنا ذكوراً وإناثاً في هذا العصر ما يُعرف بالألعاب الالكرتونية

فلا يخفى عليكم أنها تأخذ جزءاً كبيراً من ساعاتهم في اليوم الليلة من أيام الدوام المدرسي فضلاً عن أيام العطلة الأسبوعية أو السنوية. ومن مخاطرها على سبيل المثال والإشارة فقط:

خطرها على دينهم وأخلاقهم فإنها قد تعودهم على بعض الطقوس والعبادات الكفرية والشركية من الصلبان وعلامة التثليث والطقوس البوذية وغير ذلك مما يوجد في بعض هذه الألعاب. كذلك تعودهم على النظر إلى صور النساء العاريات الفاتنات فيألفها ولا يستنكرها أو يستقبحها مستقبلاً.

كما أنها تنمي فيهم حب العدوان على الأنفس والسيارات وسلبها من اصحابها بالقوة، كما تنمي فيهم حب العدوان على المحلات التجارية وتدمير الممتلكات والأموال الخاصة والعامة، ومقاومة رجال الأمن والتمرد على نظام الدولة باعتبار هذه الأعمال هي أعمال بطولية يقوم بها الطفل أو الشاب اثناء لعبه، وكلما عظم عدوانه وإجرامه كلما حصل على الجوائز وترقى لمراحل أعلى في اللعبة. فهل نظن أن هذا النوع من اللعب لن يؤثر في أفكارهم أو سلوكهم مستقبلاً؟

ومن مخاطرها أنها صارت تُلعب عن طريق شبكة الانترنت مع لاعبين من مناطق وبلدان مختلفة منهم من يعرفهم ابنك أو ابنتك ومنهم من لا يعرفهم ، يتواصل معهم كتابياً أو صوتياً، وإذا كنت تخاف على ابنك من رفاق السوء في المدرسة أو في الحي مع أنه معروف الاسم والأب والأسرة فكيف بصديق لا تعرفه إنما يعرفه ابنك فقط أو صديق يتواصل معه ابنك الساعات الطويلة وهو لا يعرفه أصلاً. لا يعرف عمره ولا جنسه ولا دينه ولا أخلاقه ولا يعرفه قصده من وراء هذا اللعب و هذه المحادثات.

ولو تابعت أيها الأب المحادثات المباشرة المصاحبة لبعض الألعاب التي يلعبها ابنك أو ابنتك لوجدت كثيراً منها يدور على الجنس والفواحش والعياذ بالله.

ومن مخاطرها أنها تضعف الصلة بين الاولاد وآبائهم وأمهاتهم بل بين الإخوة والأخوات أنفسهم بسبب إدمان اللعب عليها ونماء قوة الأنانية في أنفسهم بسببها فكل منهم لا يهمه إلا أن يشبع رغبته ونُهمته من اللعب أكبر مدة ممكنة، ولو أدى ذلك إلى التضارب والخصومة بينه وبين إخوانه، ولو أدى ذلك إلى عقوقه لأبيه وأمه وعدم تلبية طلباتهم أو الجلوس معهم.

ومن مخاطرها على الأطفال في مرحلة بناء أجسامهم أنها تستهلك أوقاتِهم الطويلة في حال الجلوس والسكون دون أي نشاط حركي يُذكر وقد يصاحب ذلك التغذية السيئة، فينشأ هزيلاً ضعيف البينة أو مصاباً بالسمنة مع صغر السن وكلاهما شر ووبال على صحته ومستقبله.

ومن مخاطرها استغلال التنظيمات الإرهابية لها للوصول إلى أبنائنا وبناتنا لتغذيتهم بأفكارهم وضلالاتهم وانحرافهم وتجنيدهم لصالحها.

ومن مخاطرها ما ينُشر بين فينة وأخرى عن حالات انتحار بين الأطفال والمراهقين تلبية لأوامر بعض هذه الألعاب بشنق أنفسهم أو بغير ذلك من أساليب الانتحار.

أيها الإخوة إن أخطار هذه الالعاب وأخطار الإدمان عليها كثيرة ولا يمكن استيعابها في هذه الخطبة المختصرة.

والمقصود هو شحذ همم الجميع وتوجيه أنظارهم إلى العناية بهذه القضية للتقليل ما أمكن من اخطارها على أبنائنا وبناتنا.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله عَلَى إحسانِه، والشّكرُ لَه على توفِيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان وسلم تسليما.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واجتهدوا في إصلاح ذرياتكم فإن بركتهم هي في صلاحهم واستقامتهم، وإن المسؤولية تجاههم تتضاعف كلما كثرت الفتن والمغريات والمفسدات.

وقد سمعنا نبذة عن أخطار الالعاب الالكترونية وما لم يذكر أكثر.

فلنحرص على حسن التوجيه والتعليم، ولنحاول تقليل أضرارها عليهم بالوسائل الممكنة ومنها:

أولاً: تقليص الوقت الذي يسمح لهم باللعب بها ، لا سيما في أيام الدراسة والدوام.

ثانياً: أن يطلع الأب والأم على نوع الألعاب التي يلعبها والأشخاص الذين يلعب معهم وأن يتدخل بالمنع والحزم حين يتجاوز الطفل أو الابن التعليمات والأوامر التي أمره بها والداه حفاظاً على صحته أو دينه أو خلقه أو حياته.

ثالثاً: إشغال أكبر قدر ممكن من أوقاتهم بالنافع المفيد بالجلوس معهم ومبادلتهم الحديث ومشاركتهم في بعض الألعاب الحركية المفيدة التي تدخل عليهم السرور والمرح وتوثق العلاقة بين الوالدين وأولادهم ، وإشغالهم أيضاً بالألعاب الالكترونية المفيدة التي تعلمهم العلوم النافعة، وإشغالهم بحفظ القرآن والسنة والسيرة النبوية والأمثال والأشعار التي تنمي فيهم حبهم لدينهم ولوطنهم، وتوسّع معرفتَهم بدينهم وتَغْرِس فيهم مكارم الأخلاق من الأدب والحياء والشجاعة والكرم.

رابعاً: الحرص الشديد على أنْ لا يكون همُّ الوالدين هو التخلصَ من إزعاج الأولاد بإشغالهم بهذه الألعاب فقط لأن هذا ينم عن سوء تقدير للعواقب، وعدم استشعار للمسؤولية الكبيرة الملقاة على عواتقهم.

نسأل الله أن يصلحنا وأن يهدينا وأن يعيننا على القيام بتربية أهلينا التربية الشرعية الصحيحة التي تبرأ بها الذمة يوم الوقوف بين يدي الله. اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما. اللهم بارك لنا في أزواجنا وذرياتنا واجعلنا وإياهم من الطيبين الصالحين المصلحين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين وانصر عبادك الموحدين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما فيه صلاح البلاد والعباد واقمع بهم أهل الزيغ والفساد، وانصر بهم دينك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.

اللهم انصر جنودنا ورجال أمننا وحماة ثغورنا اللهم انصرهم وأيدهم وقوّ عزائمهم واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم ومن فوقهم ومن تحت ارجلهم.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *