جديد الإعلانات :

العنوان : نصيحة للطلبة بمناسبة العام الدراسي خطبة موجزة

عدد الزيارات : 5798

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)

(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساء لون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)

(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)

أما بعد: فإن طلب العلم شرف عظيم وخير كثير ولكن طالب العلم لا ينتفع بعلمه حق الانتفاع حتى يتحلى بالآداب الكريمة التي رغّب فيها الكتاب والسنة وحث على التحلي بها سلف هذه الأمة، فمن تلك الآداب أن يطلب العلم الشرعي بصدق وإخلاص لله لا يتعلمه للدنيا وشهواتها وحظوظها.

قال صلى الله عليه وسلم (من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا ، لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) وقال حماد بن سلمة محذراً من طلب العلم لغير الله ( من طلب الحديث لغير الله مُكر به )

ومن آدابه تقوى الله في السر والعلانية, فالتقوى والعلم النافع مرتبطان قال تعالى (إن تتقوا الله يجعلْ لكم فرقاناً} أي يهبكم علماً ونوراً وبصيرة تفرقون به بين الحق والباطل وبين المصالح والمفاسد وبين خير الخيرين وشر الشرين (ويكفرْ عنكم سيئاتكم) أي يفتح لكم من أبواب العمل الصالح ما يكون كفارة لسيئاتكم فإن العمل الصالح كفارة للسيئات ما اجتنبت الكبائر (ويغفرْ لكم) أي يلهمكم الاستغفار والتوبة من ذنوبكم إذا زلت أقدامكم فإن من الذنوب ما لا يكفره إلا التوبة وقال تعالى { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم} وقال تعالى { ولو أنهم فعلوا ما يُوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً. وإذاً لآتيناهم من لدنا أجراً عظيماً. ولهديناهم صراطاً مستقيماً } فدلت الآيات الكريمة على أن التقوى الذي هو العمل بالعلم سبب عظيم في التوفيق للانتفاع به والزيادة فيه والثبات عليه.

ومن آداب طالب العلم: توقير معلمه وذلك بحسن الإنصات إليه إذا تكلم وحسن السؤال عما يشكل و بالحرص على الدعاء له مكافأة له على معروفه وإحسانه , والصبر على ما قد يكون منه من جفاء أو غلظة. فإجلال حامل القرآن والعلم الشرعي بلا تفريط ولا غلو هو من إجلال الله تعالى كما دلت السنة الصحيحة.

 ومن آداب طالب العلم: أن لا يصاحب إلا أهل العلم والتقوى والاستقامة وأهل الجد والاجتهاد والهمة العالية حتى يكون مثلهم قال عليه الصلاة والسلام ” المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”

وأقصد بأهل الاستقامة المتمسكين بالسنة المتجنبين للحزبيات والجماعات المحدثة فإنه ليس كل من كانت سيماه سيماء أهل الخير كان من أهل الاستقامة فكثير من أهل البدع أصحاب عبادة وسمت حسن في الظاهر. والاستقامةُ الحقيقية هي الاستقامة على السنة وعلى العقيدة الصحيحة ثم ما يتبع ذلك من الاستقامة على باقي أحكام الدين وشرائعه. فكم من الطلبة النابهين في مقتبل شبابهم وفورة حماسهم ونشاطهم في طلب العلم صاحبوا بعض الإخوانيين أو التبليغيين أو التكفيريين فانحرفوا عن جادة الصواب وخالفوا السنة والكتاب وتلبسوا ببدع متنوعة كالتصوف والتكفير والخروج على الجماعة. والله المستعان.

أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن من آداب طالب العلم أيضاً: العناية بالوقت فيستغله في طلب العلم حفظاً وفهما ومراجعة، والوقت في نظر طالب العلم هو أغلى ما يملك لأن اللحظة التي تذهب منه لا تعود ولأنه يعلم أن الله أقسم الله بالعصر وهو الزمان أن كل إنسان خاسر إلا من اغتنم زمانه بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر عليه.

ومن آداب طالب العلم: عنايته بكتبه ومذكراته فلا يمتهنها بعبث أو تقطيع أو رمي في المزابل أو يجعلها مقعداً يجلس عليه لا في أول العام ولا في آخره بل يحافظ عليها وإذا انتهت حاجته منها أعطاها لمن ينتفع بها أو أحرقها ثم دفنها في مكان طاهر لأن كتب العلم كتب محترمة لما فيها من العلم والخير.

ومن آداب طالب العلم: محافظته على المدرسة والكلية والجامعة التي يدرس فيها فلا يتلف شيئاً من منافعها لأنه يعلم أن توفير هذه المباني وما فيها من الخدمات له بالمجان أو برسوم نعمة عظيمة يجب أن تقابل بالشكر ومن شكر الله عليها المحافظة عليها، ولأنه يعلم أنها منافع له ولإخوانه من المسلمين، ولأنه يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بلعنة من يفسد الطرق والظل بالبول والغائط لأنه أفسد هذه المنافع العامة ومثل ذلك في الذم والنهي تكسير ممتلكات المدرسة ومرافقها ومنافعها.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ولا تجعل ما علمتنا وبالاً علينا يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين. اللهم آمنا في دورنا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم. عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *