شكر الله تعالى على نعمة الأمن والاستقرار توقير كبار السن اسم الله تعالى (الحفيظ) و (الحافظ) اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام

العنوان : مظاهر الرحمة في قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في علاج جميع المصابين بفيروس كورونا محاضرة

عدد الزيارات : 1655

 

محاضرة مظاهر الرحمة في قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في علاج جميع المصابين بفيروس كورونا

 بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد:

فعنوان هذه الكلمة هو “مظاهر الرحمة في قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في علاج جميع المصابين في فيروس كورونا” وتأتي هذه الكلمة ضمن البرنامج الذي يقيمه مركز الدعوة والإرشاد في محافظة جدة ويبث عبر إذاعة الأترجة في سبيل التوعية بما ينبغي أن يكون عليه  المسلم والمسلمة وهو يعايش هذا الوباء العالمي وباء كورونا عافانا الله وإياكم منه.

أيه المستمعون والمستمعات:

مما لا شك فيه أن الرحمة من الصفات الجليلة والأخلاق الحميدة التي يتفق العالم على حبها واستحسانها، وهي خصلة حميدة حقيقة بذلك، يمن الله بها على الرحماء كرماً وفضلاً وينزعها من قلوب الأشقياء حكمة وعدلاً.

أما معنى الرحمة التي هي صفة المخلوق : ” فهي رقَّة وحُنُوّ يجده الإنسان في نفسه عند مشاهدة مبتلى، أو ضعيف، أو صغير، يحمله على الإحسان إليه، واللطف به، والرفق، والسعي في كشف ما به. وقد جعل الله هذه الرحمة في الحيوان كله – عاقله وغير عاقله – فبها تعطف الحيوانات على نوعها، وأولادها، فتحنو عليها، وتلطف بها في حال ضعفها وصغرها. وحكمة هذه الرحمة تسخير القوي للضعيف، والكبير للصغير حتى ينحفظ نوعه، وتتم مصلحته، وذلك تدبير اللطيف الخبير” قال ذلك القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم[1].

ومن أسماء الله تعالى الرحمن والرحيم وهما اسمان عظيمان جليلان دالان على صفة الرحمة وهي صفة ذاتيه على تليق بالله جل وعلا معقولة المعنى لكنها لا تشبه رحمة المخلوق كما قال تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فهو الرحمن وهو الرحيم وهو خالق الرحمة في قلوب عباده إنسهم وجنهم وحيوانهم.

وقد أمرنا النبي ﷺ في سنته بالرحمة وبشر الرحماء برحمة الله لهم فَعنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ النبي ﷺ : “الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ” رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح. وعنه رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : ارْحَمُوا تُرْحَمُوا ، وَاغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ ..) الحديث رواه أحمد وحسن إسناده ابن حجر.

وأنذر النبي ﷺ غلاظ القلوب والأكباد الذين لا يرحمون ضعيفاً من امرأة أو يتيم أو صغير أو مريض أو فقير ونحوهم بالوعيد الشديد فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ صَاحِبَ هَذِهِ الْحُجْرَةِ يَقُولُ : لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ . رواه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم.

وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا ، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ” متفق عليه.

والمريض من أحق الناس بالرحمة لما يجده المريض من ألم المرض وشدته على جسده ونفسه، والضعف الحسي والمعنوي، ولما تسببه الأمراض من الخوف والقلق والحزن إما بسبب أو ترقب الأجل أو رحمة أهله وأولاده أو غير ذلك مما تسببه الأمراض على أصحابها.

ولهذا شرعت رحمة المريض في الإسلام وراعت الشريعة ظروفه فقد أمر الإمام أن يخفف الصلاة إذا كان يصلي وراءه المريض قال ﷺ : “أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ ، فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ” رواه البخاري.

وشرع له الجمع بين الصلاتين إذا شق عليه أداء كل فرض في وقته وشرع له الفطر في رمضان إلى غير ذلك من صور التخفيف عن المريض.

كما شرع للمسلمين عيادته لمواساته وتسليته والتخفيف عنه والدعاء له وتذكيره بما ينفعه عَنْ أَبِي مُوسَى ، فعَنِ أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ وَفُكُّوا الْعَانِيَ رواه البخاري.

ولما في عيادة المريض من الرحمة كان ثواب عيادة المريض أن يخوض في الرحمة وأن يغمر فيها فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ الرَّحْمَةَ حَتَّى يَجْلِسَ ، فَإِذَا جَلَسَ غُمِرَ فِيهَا . رواه ابن حبان وصححه، وصححه ابن عبد البر. وعن عَمرو بنِ حزمٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَن عادَ مريضاً فلا يزالُ في الرحمةِ خائضاً، حتى إذا قعدَ استنقَعَ فيها، ثم إذا رجعَ لا يزالُ يخوضُ فيها حتى يرجعَ مِن حيثُ جاءَ»

وكان من ثوابه أيضاً أن يجتني من ثمار الجنة التي هي دار الرحمة فعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ” رواه مسلم.

وكان النبي ﷺ هو الغاية في رحمة المريض فمن ذلك أنه ﷺ كان لطيفاً مع المريض، قالت عائشة رضي الله عنها في قصة الإفك : “وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَرَى مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ ، إِنَّمَا يَدْخُلُ فَيُسَلِّمُ ، ثُمَّ يَقُولُ : كَيْفَ تِيكُمْ”

ومن رحمته بالمريض أنه كان يعود المرضى وفي سنته من ذلك الشيء الكثير، حتى إنه عاد غلاماً يهودياً كان يخدمه فعاده فعرض عليه الإسلام فأسلم ومات على الإسلام والحمد لله. قال  أَنَس بن مالك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَرِضَ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ”. فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ  رواه البخاري.

ومن رحمته بالمريض أنه كان يرقيه لعل الله أن يشفيه ويرفع عنه البأس فعن عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا يَقُولُ: أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ ، اشْفِهِ أَنْتَ الشَّافِي ، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ..

وبلغت رحمته بالمريض أنه ربما عاد المريض من أصحابه فبكى ودمعت عينه شفقة ورحمة فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: اشْتَكَى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ شَكْوَى لَهُ ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ ، فَوَجَدَهُ فِي غَاشِيَةِ أَهْلِهِ ، فَقَالَ: قَدْ قَضَى؟”. قَالُوا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ بُكَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَوْا ، فَقَالَ: أَلَا تَسْمَعُونَ ، إِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ ، وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْبِ ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ أَوْ يَرْحَمُ ، وَإِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ” رواه البخاري في صحيحه وبوب عليه البكاء عند المريض.

أيها الإخوة المستمعون والمستمعات.

بعد هذه الجولة المختصرة في بيان فضل الرحمة والرحماء، وفي بيان هدي النبي ﷺ في التعامل مع المريض وهو التعامل المبني على الرحمة البالغة يظهر لنا جلياً أن ما أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وبمتابعة من ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان من قرارات وإجراءات في جائحة كورونا كانت كلها متسقة مع مبادئ الإسلام الراقية العالية الزكية الندية، ومنبثقة عن رحمة بالغة وعاطفة جياشة في خضم هذا المصاب الذي أصاب العالم بأسره إلا من رحم الله.

فالأمر بالعزل والحجر ومنع التجول كل ذلك رحمة بالأصحاء حتى لا يصابوا بهذا الوباء الكبير.

والأمر بضيافة المغتربين السعوديين في دول العالم في أفخم الفنادق وأرقاها وتوفير الطعام والشراب والدواء والنفقة على حساب الدولة هذا مظهر من مظاهر رحمة ولي الأمر برعيته.

والأمر بعلاج جميع المواطنين مجاناً على نفقة الدولة مع كثرة الأعداد هذا ايضاً مظهر من مظاهر الرحمة لأن كلفة العلاج والرعاية الصحية باهضة مكلفة.

والأمر بعلاج جميع المقيمين على أرض المملكة على نفقة الدولة مهما كان وضعهم المادي هذا أيضاً مظهر من مظاهر الرحمة والرأفة والكرم.

والأمر بعلاج المقيمين على أرض المملكة إقامة غير نظامية على نفقة الدولة أيضاً هو مظهر كبير من مظاهر الرحمة بهم لأن هؤلاء يمثلون عبئاً على الدولة ومنهم من يمثل خطراً أمنياً واقتصادياً واجتماعياً فحقهم العقوبة البالغة ثم الترحيل، ولو فعلت الدولة ذلك لم تلم لا شرعاً ولا عقلاً ولا عرفاً، ولكنها في خضم هذه الجائحة غلبت جانب الرحمة والشفقة فأمر خادم الحرمين الشريفين بعلاجهم مهما كانت الكلفة دون أي تبعة أو مسائلة.

لقد بهرت هذه الأوامر وغيرها الكثير مما لم نذكره في هذا المقام العالم المتقدم المتحضر فضلا عن العالم المتأخر ، وبهرت المسلم والكافر، وصارت مضرب المثل الذي تُطالب الدول أن يحذى حذوه وأن يقتفى أثره.

وهذا بحمد الله دليل واضح على رقي الإسلام وكماله وجلاله وجماله فمتى طبقت تعاليمه باعتدال دون غلو ولا تفريط أنتجت مثل هذه القيم العليا.

كما ينبغي أن يعلم أن هذا التميز في الخلق رحمة وكرماً ووفاء هو من السمات الثابتة لهذه البلاد فما زال قادتها بحمد الله يضربون الأمثلة المشرقة كلما حلت نازلة في داخل البلاد أو خارجها.

كما أن هذه الأخلاق السامية التي تتحلى بها القيادة أثرت أثراً حميداً على الرعية فظهرت كثير من نماذج التكافل والتعاون والمواساة والبذل والعطاء والتفاني عبر وسائل الإعلام المختلفة وما لم يظهره الإعلام أكثر من ذلك بكثير.

فالحمد لله الذي وفقنا في هذه البلاد قيادة وشعباً لهذه الأخلاق والأفعال والحمد لله الذي هدانا لها ولولا الله ما اهتدينا.

ويطيب لي قبل نهاية الكلمة أن أتقدم بالشكر لمعالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ على جهوده العظيمة وجهود الوزارة تحت قيادته الكريمة المباركة، جعل الله ذلك في موازين حسناته وزاده توفيقاً وتسديداً.

كما أشكر فرع الوزارة في منطقة مكة المكرمة ممثلاً في مدير الفرع فضيلة الدكتور سالم بن حاج الخامري وجميع العاملين معه،  والشكر موصول لمركز الدعوة بجدة على تنظيمهم هذا البرنامج وغيره من البرامج النافعة التي تهدف إلى بث الوعي والبصيرة والفقه في الدين.

وفي الختام أسال الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين وولي عهده الأمين خير الجزاء على ما يقومون من خدمات عظيمة جليلة للإسلام والمسلمين ولرعيتهم خاصة وللشعوب كافة.

كما نسأله سبحانه أن يرفع هذا الوباء وأن يكشف الكربة وأن يقشع الغمة وأن يعيد العافية إلى البلاد والعباد، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وأن يرزقنا التوبة النصوح التي يغفر بها كل ذنب ويرفع بها كل بلاء إنه رحيم كريم سميع الدعوات.

والحمد لله رب العالمين .

[1] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (6/ 108)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *