جديد الإعلانات :

العنوان : من أخبار عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم المصري رحمه الله

عدد الزيارات : 2502

 

كلمة نفعته فطلب العلم

ابتدأ طلب العلم وعمره سبعة عشر عاماً.

قال: كان أول أمري في العبادة قبل طلب العلم، فولع بي الشيطان في ذكر عيسى ابن مريم -عليه السلام- كيف خلقه الله -تعالى- ونحو هذا، فشكوت ذلك إلى شيخ، فقال لي: ابنَ وهب. قلت: نعم. قال: اطلب العلم. فكان سبب طلبي العلم.

 

انتفاعه بمالك والليث

قال ابن وهب: لولا أن الله أنقذني بمالك والليث لضللت. فقيل له: كيف ذلك؟ قال: أكثرت من الحديث فحيرني. فكنت أعرض ذلك على مالك والليث، فيقولان لي: خذ هذا ودع هذا

 

سعة علمه

قال أحمد بن حنبل: ابن وهب عالم صالح فقيه كثير العلم

وقال أحمد بن صالح الحافظ: حدّثَ ابنُ وهب بمائة ألف حديث، ما رأيت أحداً أكثر حديثا منه، وقع عندنا سبعون ألف حديث عنه

 

من أدبه في الإنصات

قال عبد الله بن وهب: إن الرجل ليحدثني بالحديث أنا أعلم به منه فأصغي إليه، كأني لم أسمعه قط.

 

من عبادته وخشوعه

قال أسامة بن عبد الرحمن: سألت أبا عبيد الله: ما كان صيام عمك في الجمعة من الأيام؟

قال: كان يصوم الاثنين والخميس، وكان قيامه بالليل الثلث الباقي، يبكي ويصيح ويجهر بقراءته، وكان حسن الصوت شجيّه، إذا مرت به آية خوف بكى وتضرع واستجار، وإذا مر بآية رحمة بكى وتضرع وتخشع وألحّ في الدعاء، هذا كان دأبه حتى يطلع الفجر.

وقال عبد الأول: مررت أنا وحجاج بن زبان في السَّحَر ونحن نريد المسجد وكانت غرفة ابن وهب على الطريق، فسمعناه يقرأ في هذه الآية: {مثل الجنة التي وعد المتقون}، ويرددها ويبكي إلى وقت الصلاة.

وقال يوسف بن عمرو: كنا مع ابن وهب بطريق مكة فحضرت الصلاة فقدمناه، فقرأ لنا سورة ما أدري {إذا الشمس كورت} أو غيرها، قال: فلما قرأ منها خنقته العبرة، ولم يقدر أن يجوز، فركع حيث بلغ.

مجاهدته لنفسه في اجتناب الغيبة

قال يونس بن عبد الأعلى: قال رجل لعبد الله بن وهب وأنا أسمع: بلغني يا أبا محمد أنك ذكرتني بشيءٍ، كأنه يقول مما أكره، فقال ابن وهبٍ: معاذ الله، لقد جعلت علي في كل كلمة أذكر بها مسلما صدقة.

وقال أحمد بن عمرو بن سرح: سمعت ابن وهب يقول: جعلت على نفسي صدقةً درهماً كلما اغتبت أحداً، فخفّت عليّ الدراهم فجعلت صدقةً ديناراً فأمسكت عن ذلك.

وقال: جعلت على نفسي صدقة درهماً كلما اغتبت أحداً، فخفّت علي الدراهم فجعلت صدقة ديناراً فأمسكت عن ذلك.

 

جدوله السنوي تعليم وحج وجهاد

قال محمد بن سحنون، عن أبيه وعون بن يوسف، أن عبد الله بن وهب كان من العابدين، وكان قد جزّأ سنته، فكان يرابط بالإسكندرية شعبان وشهر رمضان، ثم يقبل إلى مصر في شوال، فيأخذ في جهازه إلى مكة، ثم يخرج في ذي القعدة فيقيم في حَجّه ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وصفر، ثم يقعد في مصر يُسْمِعُ الناس ويعلّمهم شهر ربيع الأول والآخر وجمادى الأولى والآخرة ورجب، فكان هذا عمله رحمه الله.

 

من مكانته عند علماء عصره

قال يوسف بن عمرو: بينما ابن وهب عند مالك إذ قام، فقال مالك: هكذا يكون العلماء، لِما رأى من تخشعه.

وقال أبو الطاهر: كان مالك يكتب: إلى عبد الله بن وهب المفتي، ولم يكن يفعل هذا لغيره.

وقال الحارث بن مسكين: أخبرني من سمع الليث بن سعد يقول لابن وهب: إن كنتُ لأجد للحارث ابني شيئاً فإني لأجد لك مثل ذلك. [كأنه يعني أنه يحبه كحبه لولده]

قال الحارث: ولقد كان ابن وهب مستوجبا لذلك، جمع ابن وهب الفقه، والرواية، والعبادة، ورزق من العلماء حظوة ومحبة، وكان مقدَّماً عند مالك بن أنس، وكان إماماً، وما أتيته قط إلا وأنا أفيد منه خيراً.

 

سبب وفاته وحزن ابن عيينة عليه

قرئ عليه كتاب (أهوال يوم القيامة) – تأليفه – فخر مغشياً. فلم يتكلم بكلمة حتى مات بعد أيام – رحمه الله تعالى

وقال أحمد بن عمروٍ: جاء نعي ابن وهبٍ ونحن في مجلس سفيان بن عيينة، فقال سفيان: إنا لله وإنا إليه راجعون، أصيب به المسلمون عامة، وأصبت به خاصةً.

وكانت وفاته بمصر سنة سبع وتسعين ومائة

 

رحمه الله وغفر له ورزقنا حب السلف الصالح وحسن الاقتداء بهم.

 

هذه الأخبار مستفادة من الكتب التالية:

  • ترتيب المدارك للقاضي عياض
  • أخبار عبد الله بن وهب لابن بشكوال
  • سير أعلام النبلاء للذهبي.

One comment

  1. أبو معاوية فاتح سويسي

    جزاك الله خيراً وبارك الله فيك شيخنا
    اخوك فاتح سويسي من الجزائر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *