جديد الإعلانات :

العنوان : الابتلاء سنة الله في الرسل وأتباعهم، والحثُّ على الدفاع عن المملكة العربية السعودية

عدد الزيارات : 5741

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}

أما بعد:

فإن الله تعالى بعث الرسل جميعاً بالتوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة قال تعالى {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} وقال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وقال تعالى {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }

فهذه دعوة الرسل من أولهم نوح إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم كلهم دعوا إلى عبادة الله وحده والكفر بالطاغوت والبراءة من كل معبود سوى الله تعالى، كلهم قرروا أنه لا يَحِلُّ أن يُعبدَ مع الله من الخلق أحدٌ لا مَلَكٌ ولا نبي، ولا صالحٌ ولا ولي، ولا جنٌ ولا بشر، ولا حجرٌ ولا شجر، ولا حيٌّ ولا ميت، ولا شاهدٌ ولا غائب، ولا قبرٌ ولا مشهد، لأنّ العبادةَ كلَّها حقٌّ خالصٌ لله تعالى، فكما تفرّدَ بالربوبيةِ والخلقِ والتدبيرِ فهو المتفرّدُ باستحقاق العبادة سبحانه.

وهذا التوحيدُ هو الواجبُ العظيمُ الذي خلَقنا اللهُ لأجله، فلم يخلُقْنا هَمَلا ولن يَتْرُكَنا سُدى قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}

ولما جاءت الرسلُ الأُمَمَ بهذا التوحيد كذَّبُوهمْ وعادَوْهم، ونبزوهم بأقبحِ الألقاب، ووصفوهم بأسوء الصفات، ولم يدَّخِروا وُسْعاً في حربِهم وحربِ أتباعِهم، وإلحاقِ الأذى والضررِ بهم، من القتل والإخراج من الديار، وغير ذلك مما قدِروا عليه مع الأنبياء والرسل وأتباعهم من أهل التوحيد، وللهِ في ذلك الحكمةُ البالغة قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} وقال تعالى { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}

ثم إن الله تعالى مَضَتْ سنّتُه أنه بعدَ شدّةِ الابتلاءِ تكونُ العاقبةُ للمتقين، والنصرُ للموحدين كما قال تعالى {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ}. وقال تعالى {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}

 فهذه دعوةُ الرسل _يا عبادَ الله_ وهذه سنةُ الله فيهم وفي أتباعِهم الموحدين المتقين، دعوتُهم التوحيدُ، وسنةُ اللهِ فيهم وفي أتباعهم الابتلاءُ والاختبار، ثم النصرُ والعاقبةُ الحميدة. أسأل الله تعالى أن يحيينا على التوحيد وأن يتوفانا عليه إنه سميع مجيب، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله ناصرِ أوليائه، وخاذلِ أعدائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً أما بعد:

فإنّ من أَجَلِّ نعم الله علينا أن هذه الدولة السعودية المباركة تأسست على الدعوة إلى التوحيد الذي بعثت به الرسل وعلى نصرتِه حين تحالف الإمامان محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود رحمهما الله، فهي دولة توحيدٍ وسنة، ولذلك طهّر اللهُ أرضَها من عبادة القبور وغيرها مما يعبد من دون الله فلله الحمد والمنة.

واستمرت على هذا المبدأ إلى يومنا هذا والحمد لله، وكما سبقَ أن الله تعالى يبتلي الرسلَ وأتباعَهم فقد ابتليت هذه الدولة في أدوارِها الثلاثة بابتلاءات عظيمة، إذ تآمرَ عليها أصحابُ العقائدِ الخُرافية القبورية وعلى رأسها الدولةُ العثمانية _المسمّاةُ زُوراً بدولة الخلافة_ فحاربت دولةَ التوحيدِ حرباً أيَّ حربْ!! ثم ذهبت دولة الخرافة وأعاد اللهُ دولة التوحيد قويةً عزيزةً والحمد لله.

وها هي دولتُكم، دولةُ التوحيدِ والسنة، وأعظمُ قلاعِها في هذا العصر، تتعرضُ اليوم للعداوة من إيرانَ المجوسِ، التي تتميزُ حقداً على أحفادِ عمرَ بنِ الخطاب لأنه حطّم شركَ أسلافهم، وأطفأ نارَ مجوسِيّتِهم، ورفعَ رايةَ التوحيدِ والسنة في عُقْرِ دارِهم فرضي الله عنه وأرضاه، وأذل شانِئَه وأخزاه.

 كما تتعرض دولتُكم _حرسها الله_ للعداوة من الجماعةِ الإرهابيةِ جماعةِ الإخوانِ المسلمين، فقد جنّدتْ خلاياها وإعلامها وأموالها لشق صفنا، وتفريق كلمتنا، وتأليبِ الدولِ علينا.

وما الحملةُ التي شُنّت على سمو ولي العهد حفظه الله في هذا الأسبوع إلا حَلْقةٌ من سلسلة المكائدِ على هذه الدولة بُغضاً وعداوةً لدين التوحيد، وللعقيدة السلفية التي تقوم عليها هذه البلاد، وحسَداً لها على ما فتح الله لها من واسع خزائنه، وما لها من مكانة سامية في قلوب المسلمين حين شرّفها الله بخدمة الحرمين الشريفين.

أيها الإخوة: واجهوا هذه المكائد بتقوى الله تعالى والاستقامة على دينه، على التوحيد والسنة، ومجانبة الشرك والبدعة.

حطموا هذه المكائد بالوفاء بالبيعة لولي أمرنا وبالسمع والطاعة في المنشط والمكره واليسر والعسر في المعروف.

أفشلوا هذه المخططات بوأدِ الشائعاتِ التي تستهدفُ قيادتَنا، وبالحذرِ من تداولها، فما أكثرَ الإعلامَ الكاذبَ الحاسدَ، المغرضَ الخبيث. ولا تنسوا الدعاء لا سيما في ساعات الإجابة فنِعْمَ السلاحُ الدعاءُ، في حالَي الشدةِ والرخاء. وثقوا بالله وبوعده أنه لا ضرر مع الصبر والتقوى {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}

اللهم احفظ على هذه البلاد أمنها واستقرارها واجتماع كلمتها وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما فيه رضاك واحفظهم بحفظك وادفع عنهم السوء يا رب العالمين، اللهم اجعل لنا من كل همٍّ فَرَجا، ومن كل ضِيْقٍ مخرجاً، ومن كل بلوى عافية، اللهم فرج همومَنا واقض ديونَنا وعافِ أبدانَنا وأصلح قلوبَنا، وأسعدنا في دنيانا وأخرانا. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى على آله وصحبه أجمعين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *