شكر الله تعالى على نعمة الأمن والاستقرار توقير كبار السن اسم الله تعالى (الحفيظ) و (الحافظ) اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام

العنوان : خطبة عيد الفطر 1442هـ

عدد الزيارات : 25649

الله أكبر الله أكبر – الله أكبر الله أكبر -الله أكبر الله أكبر – الله أكبر الله أكبر – الله أكبر.

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

أما بعد:

فإن هذا يومُ عيدِ الفطر، يومٌ يفرحُ فيه المسلمون بفطرِهم بعدَ صومِهم، وبإكمالهِم عِدَّةَ شهرهِم، وبتوفيقه لهم بصيامِه وقيامِه، راجينَ ربَّهمُ الكريم، ومُؤَمّلينَ فضلَهُ العظيم، أن يفرحوا الفرحَ الأكبرَ بصيامِهم يومَ يلقونه، مصداقاً لقولهِ ﷺ “لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ “، وحُقَّ للصائم أن يفرحَ بلقاءِ ربه؛ فالصائمون يدخلونَ من بابِ الريان، وهو بابٌ في الجنة من دخل منه لا يظمأ بعدَه أبداً، وحُقَّ للصائم أن يفرحَ بلقاء ربه فمن صام يوماً في سبيل الله زَحزحَ اللهُ وجهَه عن النار سبعينَ خريفاً، وحُقَّ للصائم أن يفرحَ بلقاء ربه فاللهُ يجزي الصائمين أجرَهم بغيرِ حساب. جعل الله لي ولكم من ذلك الثواب أوفرَ الحظِّ والنصيب.

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.

عبادَ الله:

كان صومُ رمضانَ مدرسةً من مدارس التقوى كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ، تَعلّمَ  المسلمُ في مدرسة الصيام كيف يُقاومُ شهوةَ الطعامِ والشرابِ والنكاحِ في نهار رمضان، غيرَ مبالٍ بما يجدُ من جوعٍ أو عَطَش، أو تَعَبٍ أو نَصَب، ما دام ذلك في سبيلِ مرضاةِ ربه، وتعلّم المسلمُ أيضاً في مدرسةِ رمضانَ كيف يقتطعُ جزءاً من ليلِه يَصفُّ قدميه بين يدي ربه يصلّي ما كتبَ اللهُ له، فكان له نصيبٌ ممن قال الله تعالى فيهم {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} وتعلّم المسلمُ فيها أيضاً كيفَ يجعلُ له نصيباً يومياً من كتابِ الله يقرؤه ويتلوه ويتدبره.

عباد الله:

ما دام الأمرُ كذلك فليكنْ أَثَرُ هذه المدرسةِ مستمراً معَنا بعدَ رمضانَ ما دامت الأرواحُ في الأجساد، ولنسأل أنفسنا ما الذي يحولُ بينَنا وبين قَمْعِ شهواتِنا المحرمةِ -خوفَ المقامِ بين يدي الله_ العُمُرَ كُلَّه؟ ما الذي يمنعنا من شهودِ صلاةِ الفجرِ والصلواتِ كلِّها في الجماعةِ كما كنّا في رمضان؟ ما الذي يمنعُنا من التقربِ إلى الله بالصيامِ المشروعِ يومينِ في الأسبوع، أو ثلاثةِ أيامٍ في الشهر؛ ونحن الذين صمنا الشهرَ كُلَّه؟ ما الذي يمنعنا من قيامِ ما تيسر من الليلِ في كلِّ ليلة وهو جهد يسير وأجر كبير؟ ما الذي يمنعنا من قراءةِ ما تيسر من كتابِ الله في كل يوم وقد ذقنا حلاوته وبركته؟ إنه لا مانعَ قاهرٌ يمنعنا من ذلك عندَ التفكرِ والتأمّل، وإنما هو التسويفُ والغَفَلات، وعدمُ أخذِ النفسِ بالحزمِ والعَزَمات، وإلا فإننا جميعاً قادرون _بإذن الله_ على الاستمرار على عملِ الكثيرِ من الخيرِ لو صدقتِ العزيمة، وصحّتِ النيّة، فإنه من استعانَ بالله أعانَه، ومن صدق مع الله هداه، قال الحقُّ جلَّ وعلا {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الله أكبر الله أكبر – الله أكبر الله أكبر -الله أكبر الله أكبر – الله أكبر.

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد:

فاتقوا اللهَ عبادَ الله، وأَخرِجُوا صدقةَ الفِطر؛ فإنها واجبةٌ على من مَلَكَ صاعاً من طعامٍ زائداً عن حاجتهِ في يومِ العيدِ وليلتِه، فمَن كان أخرجها فتقبّلَ اللهُ منه، ومن لم يخرجها فليبادرْ إلى إخراجها فإنها في ذمته.

إخوةَ الإسلام: كان هديُ النبي ﷺ في التعاملِ مع الأمراضِ المـُعدية أنه كان يأخذُ بأسبابِ السلامة منها مع توكله على الله فكان لا يصافح المجذوم، وكان ينهى عن مخالطة أصحاب الأمراضِ المعدية، وخيرُ الهَديِ هديُ محمدٍ ﷺ، وعلينا _ونحن في خِضَمّ هذه الجائحة_ أن نحرص على أسباب السلامة؛ فنأخذَ اللقاح، ونلتزمَ بالتباعد الاجتماعي، ونلبسَ الكمامات، ونجتنبَ المصافحةَ حتى في هذا اليوم، ونلتزمَ بأنظمةِ الدولةِ _وفقها الله_ في الاجتماعات والمناسبات والتزاور، لتنجحَ الجهودُ المبذولةُ في مكافحة الوباء عاجلاً غير آجل، وما ذلك على الله بعزيز.

اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر، لا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبر، اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد.

اللهم تقبل صيامَنا وقيامَنا، واعتق رقابَنا ورقابَ والدِينا من النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشركَ والمشركين، واحم حوزةَ الدين، وانصر عبادَك الموحدين، اللهم وفق إمامنا خادمَ الحرمين الشريفين، ووليَّ عهدِه الأمين، اللهم انصر بهم دينَك وأَعلِ بهم كلمتَك وارزقهم البطانَةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ربَّ العالمين.

اللهم انصر جنودَنا الذين يحمونَ أمننَا ويجاهدونَ _في سبيلك_ عدوَّك وعدوّنا، اللهم ثبت أقدامَهم، وسدّد رميَهم، وشُدَّ أزرَهم، وعجّل نصرَهم؛ إنك أنت القوي العزيز.

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، عباد الله {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} فاذكروا الله العظيمَ يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.

10 تعليقات

  1. جزاك الله خيرا

  2. شكر الله لك شيخنا
    رائعة و شاملة و مختصرة

  3. جزاك الله كل خير

  4. جزاك الله خير شامله ومختصرة

  5. جزاكم الله خيرا

  6. جزاكم الله خيرا

  7. محمد سامع الحق

    جزاك الله خير

  8. جزاكم الله خيرا

  9. محمد بن نوح بن علي بن موسي

    شكرالله لكم يا شيخنا الفاضل على هذه الخطبة الوجيز من فضلكم نرجو منكم استعمال بعضها في عيد الفطر المباركة


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *