العنوان : التحذير من مشاركة المشركين في أعيادهم (خطبة مكتوبة)
الحمد لله القائلِ في كتابهِ الكريم {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، ولا صاحبةَ ولا ولد، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، وصفيّه وخليلُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنّ من أعظمِ الافتراءِ على اللهِ الادّعاءَ بأن له ولداً فقد قال تعالى مُبيّناً عِظَمَ جُرْمِ هذه الفرية (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَن ولدا . لقد جئْتُمْ شَيْئا إدّا _ أي شَيْئًا عظيما ومنكرًا مِنَ القولِ وزورًا _ تَكَادُ السَّمَوَات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا. أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) “أَيْ: يكادُ يكونُ ذلكَ عندَ سماعِهِنَّ هذِهِ المقالةَ مِنْ فَجَرَةِ بَني آدَمَ، إِعظامًا لِلرَّبِّ وَإِجلالًا؛ لِأَنَّهُنَّ مخلوقاتٌ ومؤسساتٌ عَلَى تَوْحِيدِهِ، وَأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأَنَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا وَلَدَ لَهُ، وَلَا صَاحِبَةَ لَهُ، وَلَا كُفْءَ لَهُ، بَلْ هُوَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ” قال ابن عباس : “إِنَّ الشِّرْكَ فَزِعَتْ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْجِبَالُ، وَجَمِيعُ الْخَلَائِقِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ، فَكَادَتْ أَنْ تَزُولَ مِنْهُ لِعَظَمَةِ اللَّه” انتهى كلامه رضي الله عنه.
ثم قال تعالى مبيناً كمالَهُ وغِناهُ عن كل ما سواه، وأَنّ كلَّ شيءٍ سِواهُ مخلوقٌ له (وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) و قال تعالى (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا)
فَكُلُّ مَن زعم أن لله ولداً فهو كافرٌ بالله، ومشركٌ به، كاليهودِ الذين زعموا أنّ عُزَيْراً ابنُ الله، والنصارى الذين زعموا أنّ عيسى ابنُ الله، ومشركي العربِ الذين زعموا أَنّ الملائكةَ بناتُ الله، وقد كذّبهم اللهُ جميعاً، ونزّهَ نفسَه عما نسبوه إليه فقال تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ} وقال تعالى { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ ۙ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ} وقال تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ _أي هو المقصود في جميع الحوائج_ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}
إخوة الإسلام:
إنّهُ قد جَرَتْ عادةُ النصارى أن يحتفلوا بميلادِ عيسى بنِ مريم عليه السلامُ وهم يعتقدون في عيسى أنه ابنُ الله أو أنّه الله أو أنّه ثالثُ ثلاثةٍ فهو عيدٌ مرتبطٌ بعقيدةٍ دينيةٍ يتوارثونها جيلاً بعدَ جيلٍ، فكيف يطيبُ لمسلمٍ يؤمنُ باللهِ ويعتقدُ أنه ليس لله ولدٌ، ويعتقدُ أن من اعتقد ذلك فقد كفر! كيف تطيبُ نفسُه أن يشاركَهم في عيدِهم؟، مهنّئاً لهم به؟، أو مُهْدِياً لهم فيه؟ أو مجيباً دعوتَهم إليه؟ إنّه لمنكرٌ عظيمٌ عندَ مَنْ يتأمّلُ ويتدبر.
عباد الله: لقد نصَّ السلفُ الصالحُ على حُرمةِ مشاركةِ المسلمِ في أعياد المشركين الدينية فقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: “من بنى في بلاد الأعاجم، وصَنعَ نَيْرُوزَهمْ ومهرجانَهم _ أي عيدَهم _ وتشبّهَ بهم حتى يموت حُشِرَ معهم يومَ القيامة” رواه البيهقي. و قَالَ عُمَرُ بن الخطاب رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ : “لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَعَاجِمِ وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِى كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ فَإِنَّ السَخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ. رواه البيهقيُّ أيضاً بإسناد صحيح. وقال ابنُ القَيّمِ رحمهُ الله “وأما التهنئةُ بشعائرِ الكفرِ المختصةِ به فحرامٌ بالاتفاق، مثلَ أَنْ يهنِّئَهم بأعيادِهم وصومِهم، فيقولُ: عِيدٌ مباركٌ عليك، أو تَهنأُ بهذا العيدِ ونَحوِه، فهذا إن سَلِمَ قائلُه من الكفر، فهو من المحرّمات، وهو بمنزلةِ أن تهنّئهُ بسجودِهِ للصليب، بل ذلك أعظمُ إثماً عندَ اللهِ، وأَشدُّ مقتاً من التهنئةِ بشُربِ الخمرِ وقتلِ النفس، وارتكابِ الفَرْجِ الحرامِ ونحوِه. وكثيرٌ ممن لا قَدْرَ للدِّينِ عندهُ يقعُ في ذلك، ولا يدري قُبحَ ما فعل، فمن هنّأَ عبداً بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كُفرٍ فقد تعرّضَ لمقتِ اللهِ وسَخَطِه”. انتهى كلامه رحمه الله. أقول هذا القولَ وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةَ من لا يشركُ به أحداً، وأشهد أنّ محمداً عبد الله ورسوله، وصفيّهُ وخليلُه، صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلّمَ تسليماً دائماً أبداً.
أما بعد:
فاتقوا اللهَ عبادَ الله، وحافظوا على عقيدتِكم، واعتزّوا بدينكم، واكتفوا بما شرعَ اللهُ لكم من الأعياد، وتجنّبوا وجنّبوا أولادَكم المشاركةَ في أعيادِ الميلاد، واستحضروا قُبْحَها وشناعَتَها الذي دلّ عليه قوله ﷺ ” قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي، وَشَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي، أَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ، فَقَوْلُهُ: إِنِّي لَا أُعِيدُهُ كَمَا بَدَأْتُهُ، وَلَيْسَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ أَوَّلِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ، فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا وَأَنَا اللَّهُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفُوًا أَحَدٌ ” رواه البخاري والنسائي والّلفْظُ له.
نعوذُ بالله من الشركِ والكفر، ومن الفسوقِ والعصيان، ونسألُه الثباتَ على التوحيدِ إلى يومِ نلقاه.
اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، وانصرُ عبادَك الموحدين، اللهم وفق إمامنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، وارزقه البطانةَ الصالحة، ووفق ولي عهده لما فيهِ رضاك يا رب العالمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذابَ النار، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
This lecture is so much very important for this time, we prayer to Allah for him to grant us stay in our religion Islamic religion is the only religion that Allah approv in this world ??
This lecture is so much very important for this time we prayer to Allah for him to grant us stay in our religion Islamic religion is the only religion that Allah approv in this world ??