توقير كبار السن اسم الله تعالى (الحفيظ) و (الحافظ) اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام تعظيم شأن الجمعة والتذكير ببعض أحكامها.

العنوان : توجهيات حول الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة مكتوبة)

عدد الزيارات : 3584

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وتذكروا نعمةَ اللهِ عليكم بمحمدٍ ﷺ تلك النعمةُ العظيمةُ الجليلةُ التي امتنَّ اللهُ بها على هذه الأمةِ في مواضعَ كثيرةٍ من كتابه الكريم، فقال تعالى ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ ‌بَعَثَ ‌فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾  وقال تعالى ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ ‌وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ‌وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾

عباد الله: إنَّ من شكرِ اللهِ تعالى على نعمتهِ علينا بمحمدٍ ﷺ أن نصليَ ونسلمَ عليه امتثالاً لأمرِ الله جل وعلا إذ يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ ‌يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾

وقد بشّرَ النبيُّ ﷺ مَن صلّى عليه بالثوابِ الجزيلِ والأجرِ العظيم فقال ﷺ «‌مَنْ ‌صَلَّى ‌عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» رواه مسلم أي أنّك إذا صليتَ على النبيِّ ﷺ صلاةً واحدةً صلى اللهُ عليكَ بها عشرَ مرّات، أي أثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشرَ مرات. فأيُّ شرفٍ أعظمُ وأجلُّ من هذا الشرف اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدك ورسولك محمد.

إخوة الإيمان:

إن للصلاةِ على النبيِّ ﷺ مواضعَ تتأكّدُ فيها فحافظوا على الصلاةِ والسلامِ عليهِ فيها، فمنها الصلاة عليه ﷺ في التشهدِ الأخيرِ وهو مِن آكدِ المواضعِ وأهمِّها حتى قيلَ إنّهُ ركنٌ من أركانِ الصلاة لا يسقطُ سَهواً ولا عَمداً، ومنها الصلاةُ عليه بعد التكبيرةِ الثانيةِ في صلاةِ الجنازة، ومن مواضعِها الصلاةُ عليه بعدَ الأذانِ فمَن صلّى على النبي ﷺ بعدَ إجابةِ المؤذن، وسألَ الله له الوسيلةَ وجبتْ له شفاعتُه ﷺ، ومن مواضعِ الصلاة عليه عندَ دخولِ المسجد، ومنها الصلاةُ عليه بين يدي الدعاءِ، أي قبل أن تدعوا ربكم فالصلاةُ عليه قبل الدعاءِ من أسبابِ استجابتِه، ومنها كذلك الصلاةُ عليه إذا ذُكِرَ اسمُه ﷺ ولو في خُطبةِ الجمعةِ لكنْ دونَ رَفْعِ صوت، بل يصلي عليه مستمعُ الخطبةِ في نفسِه، وثَمَّتَ مواطنُ أخرى تَركتُ ذكرَها اختصاراً، وقد استوعبَها ابنُ القيم رحمهُ الله في كتابهِ جلاءِ الأفهام.

عباد الله:

أكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم ﷺ مطلقاً أي دون تقييد بسببٍ معين، ولا سيما في يومِ الجمعة لقولهِ ﷺ «إنَّ من ‌أفضَلِ ‌أيامِكُم ‌يومَ ‌الجُمُعةِ ‌فأكْثِرُوا عليّ مِن الصلاة فيه، فإنّ صلاتكم مَعروضةٌ عليَّ» الحديثَ. رواه أبو داود.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً،

أما بعد:

فاتقوا الله عبادَ الله، والتزموا بالصيَغِ الشرعيةِ الواردةِ عن نبينا ﷺ في كيفيةِ الصلاة والسلامِ عليه، ولا تبتدعوا فيها؛ فإنّ الشيطانَ قد لبّسَ على كثيرٍ من الجهالِ لا سيما من الصوفية، فزيّنَ لهم الابتداعَ في الصلاةِ والسلامِ على النبي ﷺ؛ إما بإضافةِ ألفاظٍ شركية، كتسويةِ النبيِّ ﷺ بالله، أو بألفاظٍ بِدعيةٍ ، كالتوسلِ بجاهه ﷺ، أو بأدائِها بالألحانِ والرقصِ مع آلاتِ الطرب، وإما بتكرارِها بعددٍ معيّنٍ مع الزعمِ بأنّ لكل عددٍ فائدةً معيّنةً بغيرِ دليلٍ شرعي، إلى غير ذلك من المخالفاتِ الشرعيّة، والضلالاتِ البدعيّة.

فَصَلّوا عباد الله على نبيكم، وسلموا عليه تسليماً شرعياً، واعلموا أن صلاتَكم عليه تبلُغهُ حيث كنتم من مشارقِ الأرضِ ومغاربِهان فقد وكّل الله ملائكةً يبلغونه سلامَ أمته حيث كانوا، فالحمد لله على واسعِ فضلهِ وعلى تيسيرهِ ولطفِه.

اللهم أَعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم وفّقْ إمامَنا ووليَّ عهدهِ لما فيه رضاك، واجعلْ عملهم موافقاً لهُداك، وارزقهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا سميع الدعاء، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارزقنا حسن اتباع نبيك ﷺ ، وصدق محبته، والتمسك بسنته، والحشرَ معه يوم القيامة، واجعلنا من حزبه المفلحين، وصلِّ اللهم وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *