جديد الإعلانات :

العنوان : التحذير من خطر المخدرات والشَّبُو

عدد الزيارات : 2589

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أما بعد:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ ‌تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾

معاشر المؤمنين:

إنّ شبابَ الوطنِ اليومَ هم أساتذةُ المستقبل وعلماؤُه، وقضاتُه وأطباؤه، ومسؤولوهُ وقادَتُه، هم حماتُهُ ورجالُ أمنِه، ومهندسوهُ ورجالُ أعمالِه، إنهم  سيكونون َكلَّ شيءٍ للوطنِ _بعدَ اللهِ_ في الغدِ القريب، وإذا نشأَ هؤلاءِ الشبابُ على عقيدةٍ سليمة، وأخلاقٍ قويمة، وعقولٍ رَشيدة، وأجسادٍ صحيحة، رفعَ اللهُ بهم شأنَ دينِهِم، ونهضوا بأوطانِهم، وهذا ما لا يريدُه أعداؤنا ولا حُسّادُنا، لذلك تسلّطوا على شبابِنا ذكوراً وإناثاً بأنواعٍ من الحروب، وإنّ مِن أخطرِها على الإطلاقِ حربَ شبابِنا بالمخدرات، لِقُوَّةِ تدميرِها لأَهمِّ قُوى الإنسان، وما قيمةُ الإنسانِ بعدَ أن يفقدَ عقلَه، وإرادتَه، وينفصلَ عن واقعهِ إلى عالَـمِ الهلْوَسَةِ والخيالات، ولِقُدرةِ المخدرات على تحويلِ متعاطيها إلى مَـجْمَعٍ من الجرائمِ في جسدٍ واحد، إذْ يلجئُه التعاطي على سرقةِ المال، وانتهاكِ الأعراض، وإزهاقِ الأرواح، وكثيراً ما يكون عدوانُه على مالِ أهلِه، وعرضِ أهله، وأرواحِ أهلِه، والعياذُ بالله.

وإذا كانتْ الأنواعُ السابقةُ من المخدراتِ بالغةَ الأذى والخطورة، فما استجدَّ اليومَ مما يُعرَفُ بالشَّبُوْ لَـهُوَ أَشدُّ خطراً، وأعظمُ ضرَراً، لسرعةِ إدمان متعاطيها لها، ولتهييجِ متعاطيها على الإجرامِ والعدوانِ والقتل.

فالحذر الحذر عباد الله،.

احرصوا على أبنائِكم وبناتِكم، رَبُّوهمْ على الإيمانِ والأخلاق، وعلى حُسْنِ اختيارِ الأصدقاءِ والأصحاب، وتعرّفوا على العلامات البارزة لمتعاطي المخدراتِ ولا سيما الشبو _وهي مادةٌ بيضاء ُكِرِسْتاليّة، زُجاجيّة، تُشبهُ الـمِلْح الخَشِن، فمتى ما رَأَتِ الأُسرةُ على أَحدِ أبنائِها أو بناتِها العلاماتِ الدالّةَ على تعاطيهِ للمخدرات، فَلْتُسْرعْ إلى احتوائِه، والسعيِ الجادِّ في علاجِه، والتواصلِ مع مستشفى الأَمَلِ دونَ تسويفٍ ولا تأخير.

اللهم احفظنا واحفظْ أبناءَنا وبناتِنا من كُلِّ سوءٍ برحمتك يا أرحم الراحمين، أقول هذا القول وأستغفر اللهَ لي ولكم من كل ذنبٍ فاستغفروهُ إنّه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الخمرَ محرمةٌ في شريعة الإسلام، بل هي كبيرةٌ من كبائر الذنوبِ والآثام، ملعونٌ متعاطيْها، وملعون كلُّ مَن يُعين عليها، قال ﷺ «لُعِنَتِ الْخَمْرُ عَلَى ‌عَشْرَةِ وُجُوهٍ: لُعِنَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا، وَشَارِبُهَا، وَسَاقِيهَا، وَبَائِعُهَا، وَمُبْتَاعُهَا، وَعَاصِرُهَا، ‌وَمُعْتَصِرُهَا، وَحَامِلُهَا، وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ، وَآكِلُ ثَمَنِهَا»

ومن أسبابِ تحريمِها صدُّها عن ذكرِ اللهِ وعن الصلاة، وتسبُّبُها في العداوةِ والبغضاء، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ وإذا حُرِّمت الخمرُ وغُلِّظ تحريمُها فمَا ظنُّكم بشأنِ المخدرات التي هيَ أَعظمُ ضرراً من الخمر، لا شك أَنَّ حرمَتها أشدُّ وآكد، لذلك أجمعَ العلماءُ على حُرمةِ الحشيشِ والأَفْيُونِ والمخدّرات، وصدرتْ فتاوى الـمَجَامِعِ العلميّةِ باستحقاقِ مدمنيها ومروِّجيها للعقوباتِ التعزيريةِ البالغةِ ولو بقتلهم حمانا اللهُ وإياكم.

وإن دولتَكم وفَّقها الله مُمَثّلة بهيئةِ الزكاةِ والضريبةِ والجمارك لَتبذلُ جهوداً عظيمةً في مكافحةِ المخدّرات، وحراسةِ المجتمعِ من شرورها، وإنّ مِن واجبِنا مع دولتِنا ورجالِ أَمنِها أَنْ ندعوَ اللهَ لهم ونُثنيَ على جهودِهم، وأَنْ نتعاونَ معهم بتبليغِ الجهاتِ الـمَعْنِيَّةِ عَمّنْ نعرفهُ أو نشتبهُ فيه مِن المهرّبينَ والمروّجينَ دونَ مجاملةٍ لجارٍ أو قَريب.

اللهم أَعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفّقْ إمامَنا ووليَّ عهدهِ لما فيه رضاك، واجعلْ عملهم موافقاً لهُداك، وارزقهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا سميع الدعاء، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى خلفائه الأربعة الراشدين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *