العنوان : الدعوة الى مساعدة المنكوبين في زلزال تركيا وسوريا

عدد الزيارات : 2331

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى حقَّ تقاته، وتأملوا في عجائبِ آياته، وتفكروا في قدرتهِ الباهرة، وقُوّتهِ القاهرة، فما أكثرَ العظاتِ والعِبَر، ولكن أين من يَتعظُ ويعتَبِر؟

عباد الله: لقد رأيتم ذلك الزلزالَ العظيم، الذي أصاب تركيا وسوريا قبل أيام، فدمّر البيوت، وأزهق الأرواح، ورمّل النساء، ويتّم الأطفال، وأثكلَ الأُمهات، وغيَّر أحوالَ أُلوفِ الناس من حياةٍ إلى ممات، واجتماعٍ إلى شتات، ومن صحةٍ إلى مرض، ومن أَمنٍ إلى خوف، ومن شِبَعٍ وسِتْر وسَكَن، إلى جُوعٍ وعُرّيٍ وتَشرُّد، كلُّ ذلك حصلَ في دقائقَ معدودة، ومُدّةٍ محدودة، فسبحانَ مُغيّر ِالأحوال، وسبحانَ

 من لا يعجزه شيء ﴿إِنَّمَا ‌أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾.

عباد الله: يا لَها مِن عظةٍ بليغة، وعِبرةٍ عظيمة، توجبُ على كلِّ عاقل أن يراجعَ نفسَه ويحاسبَها، ويزجرَها عن غيّها ويقمَعَها، وينبّهَها من غفلتِها ويُوقِظَها، فلا تغترَّ بما أُوتيتْ من زهرةِ الحياةِ الدنيا، فالحياةُ والمالُ والجاه، والبيوتُ والأُسرةُ والصحة، كل ذلك قد يذهبُ فجأةً في لحظة، فَلِمَ الغرورُ والعُجْبُ والكبرياء.

عباد الله: يا لَها مِن عظةٍ بليغة، وعِبرةِ عظيمة، تذكّرُنا وتنبّهُنا أنّ الانتقالَ إلى دارِ الآخرة دارِ الجزاء والحساب قد يكون في لحظةٍ ونحن في كاملِ الصحّةِ، والعافيةِ والقوّة، فِلَمَ التمادي في المعاصي، ولمَ التسويفُ في التوبة، ولم التفريطُ في جَنبِ الله؟ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا ‌تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (٥) إِنَّ الشَّيْطَانَ ‌لَكُمْ ‌عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.

 أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وبادروا إلى مساعدة إخوانكم المنكوبين، فإن إغاثة الملهوفين وتفريج كربهم، من مكارم الأخلاق، وخصال الإيمان، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملكُ سلمانُ بنُ عبدِ العزيز حفظه الله ووليُّ عهدهِ الأمينُ أيّدهُ الله بتسييرِ جِسرٍ جوّي لإعانةِ المنكوبين، كما وجَّهَ خادمُ الحرمين الشريفين حفظه الله بتنظيمِ حملةٍ شعبية للتبرعِ لإخوانكم في تركيا وسوريا، فساهموا فيها بما تستطيعون، تحقيقاً لِأُخُوّةِ الدينِ والجوار، ورحمةً بالضعفاء والمساكين، وابتغاءَ ما عندَ الله من الأجر والثواب. فقد قال تعالى مُرَغِّباً عبادَه في الإنفاق في سبيله ﴿مَنْ ذَا الَّذِي ‌يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ وقال ﷺ «مَنْ ‌نَفَّسَ ‌عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» كان الله ُفي عَونِنا وعَونِ إخوانِنا.

اللهم ارحم من مات من المسلمين في هذا الزلزال وتقبلهم عندك في الشهداء، اللهم اشف مرضاهم واجبر كَسرهم، وارحم ضعفهم، واربطْ على قلوبِهم، وخفّفْ مصابَهم برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم احفظ بلادَنا وبلادَ المسلمين من كل مكروهٍ يا سميعَ الدعاء. اللهم آمنّا في أوطانِنا وأصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا. اللهم وفّقْ إمامَنا ووليَّ عهدِهِ لما تحبُّ وترضى، وخذ بنواصيهم للبرِّ والتقوى، وارزقهم البطانةَ الصالحة الناصحة.

اللهم اغفرْ للمسلمينَ والمسلمات، والمؤمنينَ والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرةِ حسنة، وقنا عذابَ النار، وأدخلنا الجنةَ معَ الأبرار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

2 تعليقات

  1. عبر وعظات وجيزة نفع الله بها
    وجزاك الله خيرا

  2. جزاكم الله خيرا خطبة وجيزه ونافعة بإذن الله


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *