جديد الإعلانات :

العنوان : مِن الموعودين بالمغفرة والأجر العظيم

عدد الزيارات : 3404

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد:

فاتقوا الله تعالى واعلموا أن الله وعد عباده المؤمنين بمغفرة ذنوبهم، وتعظيم أجورهم، فقال تعالى : “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ” وهو وعد كريم عظيم، أما الذنوب والمعاصي فهي شر ما اكتسبه العبد في دنياه: يَسْوَدُّ بها قلبُهُ ووجُه، ويضيقُ بها صدرُه، ويتنكّدُ بها عَيْشُه، وتستوحشُ بها روحُه، وتُمحَقُ بسببها بركةُ رزقهِ وعُمرِه، ويُحرم بها من الخيرِ ما لا يعلمه إلا الله، فإذا مات قبلَ التوبةِ  النصوح كانتِ الذنوبُ بئسَ الرفيقُ له في قبره، تأتيهِ في صورةِ رجلٍ قبيحِ الوجه مُنتنِ الريح، فإذا بُعث كانتْ عليهِ وبالاً يومَ القيامة، فما يُحرَمُ أحدٌ من الورودِ على الحوضِ يوم العَطَشِ إلا بذنوبه،  وما زلّتِ القدمُ بأَحَدٍ على الصراطِ فهوى في جهنَّمَ إلا بذنوبه، وما حُرِمَ أحدٌ من دخولِ الجِنانِ إلا بسببِ ذنوبه، وما احترقَ مُحترِقٌ في نارِ جهنّمَ إلا بسببِ ذنوبه، فالذنوبُ والخطايا هي أسبابُ كلِّ شرٍّ وبلاءٍ في هذه الدنيا وفي الآخرة.

فمن غفر الله له ذنوبه وكفّر عنه سيئاته فقد أفلح الفلاحَ كلَّه، ففاز بأعظمِ مطلوب، ونجى من أعظمِ مرهوب.

وأما الأجرُ العظيم  فهو الجنة، دارُ النعيمِ الخالد، من دخلها يَنعَمُ فلا يَبأسُ أبداً ، ويَشِبُّ فلا يَهرَمُ أبداً، ويسعَدُ فلا يشقى أبداً ، ويرضى اللهُ عنه فلا يَسخَطُ عليه أبداً، ويحيى في ذلك النعيم والرضوان فلا يموتُ أبداً، فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت، ولا خطرَ على قلبِ بشر، فيها أزواجٌ مطهرةٌ من كلِّ سوء، وحورٌ عِين، يُطافُ على أهلِها بصحافٍ من ذهب، وأكوابٍ من ذهب، فيها من الطعامِ والشرابِ ما تشتهيهِ الأنفسُ وتَلَذُّ الأَعيُن، أهلُها ملوكٌ تدخلُ عليهمُ الملائكةُ للسلام، ويطوفُ على خِدمتِهم وِلْدانٌ مخلّدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً، لما هم عليه من الحُسْنِ والجمال، ونقاء البياض، وفي الجنةِ مجاورةُ النبيين والصديقين، والشهداءِ والصالحين، وحسُنَ أولئك رفيقاً، وفي الجنة أعظم نعيم، وهو رؤية رب الأرباب بالعيونِ التي في الوجوه كما نرى القمر ليلة البدر ليس دونه غيم ولا سحاب. فما أُعطوا نعيماً أعظمَ ولا أكبرَ من رؤيتِهم ربَّهم جلَّ وعلا ” وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ”

جعلني الله وإياكم ممن غفر الله ذنوبه، وستر عيوبه، وكفّر عنه سيئاته، وأثابه أجراً عظيماً، إنه رؤوف رحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي شرع لنا العبادات الظاهرة والباطنة، وأمرنا بالقيام بها، ووعدنا عليها بمغفرة الذنوب وتكفير السيئات ودخول الجنات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

 أما بعد:

فإن المغفرة والأجر العظيم لا تكون إلا لمن آمن وعمل صالحاً، ومنهم الذين قال الله فيهم: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”

فالمسلم المؤمن: الذي أسلم وآمن ظاهراً وباطناً، والقانتُ: المطيعُ للهِ تعالى، والصادقُ الذي صدقَ مع الله في قولهِ وفعلِه، والصابرُ هو: الصابرُ عند المصائب، والخاشع: الذي خشعَ قلبُه لله لا سيّما في صلاته، والمتصدقُ هو الباذلُ مالَهُ في سبيلِ الله فرضاً ونفلاً، والصائمُ هو الذي يصومُ صومَ الفريضةِ والنافلة، والحافظُ لفرجِه هو العفيفُ عن الزنا ومُقدّماتِ الزنا من النظرِ والخَلوةِ والمَسِّ وغيرِ ذلك، والذاكرُ اللهَ كثيراً: هو الذي يذكرُ اللهَ الذِّكرَ المشروعَ في كثيرٍ من أوقاته.

فلنجتهدْ أن نكونَ من أهلِ هذهِ الصفاتِ الجليلةِ الجميلة، فإنّها مع الصدقِ والمجاهدةِ يسيرةٌ على مَن يسّرَها اللهُ عليه.

عبادَ الله: إنّ اللهَ تعالى أَمرَنا بأمرٍ بدأ فيه بنفسه فقال سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن الصحابة أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنّا معهم بمنّك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *