اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام تعظيم شأن الجمعة والتذكير ببعض أحكامها. النهي عن التسول والحث على بذل الصدقات للمستحقين جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد تسر كل مؤمن

العنوان : خطبة وعظية

عدد الزيارات : 4472

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

 أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

عباد الله: إن العبد في هذه الدنيا على خطرٍ كبيرٍ من فتنةِ الشهواتِ والشبهات، لأنها أسبابُ التَردِّي في جهنم، مَن مال إليها، واغترَّ بها، واستجاب لداعِيْها هَوَتْ به في جهنمَّ مكاناً بعيداً، فإنّ بين أعلى النارِ وقَعْرِها مسافةُ سبعينَ سنة، ويدلُّ لذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه أن النبي ﷺ كان مع بعض أصحابه فسمع وَجْبَةً أي صوتَ شيءٍ سقطَ من عُلُوّ. فقال لهم: «تَدْرُونَ مَا هَذَا؟» قالوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «هَذَا حَجَرٌ رُمِيَ بِهِ فِي النَّارِ مُنْذُ سَبْعِينَ خَرِيفًا، فَهُوَ يَهْوِي فِي النَّارِ الْآنَ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَعْرِهَا». ومن وجَبتْ له النار رُمي فيها على رأسهِ ودماغه، فهَوَى فيها والعياذُ بالله قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ.فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) أَيْ فَهُوَ سَاقِطٌ هَاوٍ على دِماغه فِي نَارِ جَهَنَّمَ.

ولو لم يكن مِن عذابِ العبدِ في النّار إلا أن يُرمى فيها هذه المسافةَ البعيدة لكفى به عذاباً فَظيعاً، مُؤْلـِمَاً وَجِيْعاً، فكيفَ ووراءَهُ بعدَ ذلك عذابٌ غليظٌ.

عباد الله: إنّ النارَ حرُّها شديد، وقعرُها بعيد، وطعامُ أهلِها الزَّقُّوم، وشرابهُم الصَّديد، ولهم من وراءِ ذلك مَقامِعُ من حديد، قال تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }  وقال تعالى {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} فاتقوا النارَ عباد الله، اتقوها بالتوحيدِ والسُّنة، والإيمانِ والطاعة، وباجتنابِ الشركِ والبدعة، والفجورِ والفُسوق، والظلمِ والعدوان. اللهم حَبِّبْ إلينا الإيمان، وزيّنهُ في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفرَ والفُسوقَ والعصيان، واجعلنا اللهم من الراشدين، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً،

أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى، واعلموا أن أجسادكم على النار لا تقوى، فاستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، قال تعالى  {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وقال تعالى { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}

فبيّنَ سبحانه أنَّ من وحّدَ الله، وكفرَ بما يُعبد من دون الله، وأطاعَ الله تعالى بفعلِ أوامرهِ واجتنابِ نواهيه مخلصاً للهِ تعالى فهو بمنزلةِ من تمسّكَ تَمسُّكاً قويِّاً بعُقْدَةٍ قويِّةٍ في حَبْلٍ متينٍ شديد، فلا ينقطعُ به الحبلُ ولا تَنفلتُ يَدُه، فكانتْ عاقبتهُ النجاةَ من السقوطِ في الهلَكة، ومعنى ذلك أنّ مَن عصا الله تعالى وخالفَ أمرَه فهو متعلِّقٌ بحبلٍ ضعيفٍ، لا يَلبثُ أن ينقطعَ به فيهوِيِ في نارِ جهنمَّ والعياذُ بالله.

فلنطلبْ لأنفسِنا النجاة، ولْنَغْتَنِمِ الفرصةَ ما دُمنا في هذه الحياة، فإنّ الـمُقامَ فيها قليل، وكُلَّ يوم يمرُّ بنا يقرِّبُنا إلى الرحيل. ولا نجاةَ يوم القيامةِ إلا بتقوى الله، قال تعالى { ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } وقال تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}

رزقني الله وإياكم التقوى، وجعل مآلنا إلى جنّةِ المأوى، وأعاذنا من النار، إنه سميع الدعاء. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم اجعل هذا البلد آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين، يا رب العالمين، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة إنك على كل شيء قدير، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رءوف رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *