اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام تعظيم شأن الجمعة والتذكير ببعض أحكامها. النهي عن التسول والحث على بذل الصدقات للمستحقين جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة الإرشاد تسر كل مؤمن

العنوان : التذكير بنعم الله علينا في الشتاء

عدد الزيارات : 1576

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته ومرضاته، يسرع إليكم بما وعدكم من جزيل هباته، ويدخلكم واسع جناته، قال تعالى {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133]

عباد الله:

إن الشتاء ببردِه وزَمْهَرِيْره قد دخل علينا ونحن بحمدِ الله تعالى نتقلب في نِعَمٍ عظيمة، بيوتٌ طيبة نستكنُّ فيها، وملابسُ ثقيلةٌ نستدفئ بها، ومطاعمُ ومشاربُ ما شئنا مِن أصنافٍ وألوانْ، ومياهٌ ساخنةٌ ودافئةٌ في كلِّ حينٍ وأوانْ، ومستشفياتٌ وأدويةٌ متوفرةٌ في كلِّ مكان، فاللهم لك الحمد ُكما ينبغي لجلالِ وجهِكَ، وعظيمِ سلطانك، فكم من البشرِ اليومَ نساءً ورجالاً، وشِيْباً وأطفالاً، شيوخاً وشُبّاناً، يضربهم البردُ وهم مُهجّرون في الصحاري والبراري والملاجئ، لا مأوى يؤيهم، ولا طبيبَ يداويهم، ولا طعامَ يكفيهم، ولا لباسَ يحميهم، فتذكروا نعمةَ اللهِ عليكم عبادَ الله، واشكروا الله تعالى حقَّ شكره، واذكروه حقَّ ذِكْره، واتقوه حقَّ تقاته.

لقد خرج النبيُّ ﷺ يوماً من بيته ما أخرجه إلا الجوع فلقي أبا بكر وعمر ما أخرجهم إلا الجوعُ أيضاً، فانطلقوا إلى بيتِ بعضِ الأنصار فَقُدِّمَ لهم عِذْقٌ فيه تمرٌ ورُطَبٌ وبُسْر، ثم ذَبحَ لهم شاةً،  فلمّا أكلوا وشربوا قال النبي ﷺ لأبي بكر وعمر: “والذي نفسي بيده، لَتُسْألُنَّ عن هذا النعيم يومَ القيامة، أَخرجكم من بيوتكم الجوعُ، ثم لم ترجعوا حتى أَصابَكم هذا النعيمُ” رواه مسلم.

فماذا عسانا نقول يا عباد الله، وماذا أعددنا للسؤال عن نعم الله علينا، أشكرناها أم كفرناها،؟ هل استعنا بها على طاعة الله أم استعنا بها على معصية الله؟ وإنه لَسؤالٌ آتٍ لا محالة ؟.

اللهم أوزعنا شكرَ نعمتِك، واستعملنا في طاعتِك، وأعذنا من معصيتِك، إنك سميع الدعاء، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً،

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، وتذكروا أن شدة البرد من زَمْهَرِيْرِ جهنّمَ والعياذُ بالله، قال ﷺ: “اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ” متفق عليه.

فلتنذكرْ حين نجِدُ أذى البردِ عذابَ النار، وليكن هذا التذكرُ رادعاً لنا عن الإقدامِ على المحرماتِ وتركِ الواجبات، فما أخبرنا النبيُّ ﷺ بهذا الخبرِ الغيبي إلا مِن أَجْلِ تحقيقِ تقوى اللهِ تعالى، واجتناب معصيته، فإذا كان هذا أثرُها على الدنيا على بُعدِها عنّا فماذا ستفعلُ بمن حل َّ فيها؟ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} [النازعات: 26]

إخوةَ الإيمان:

إن سلَفنا الصالح كانوا يَعدُّون الشتاءَ غنيمةً للمؤمن، حيث يسهلُ عليه الإكثارُ من عبادَتينِ عظيميتنِ: عبادةِ الصيام لِقِصَرِ نهاره، وعبادةِ القيامِ لطولِ ليله، فرحمهم الله ما أشدَّ حرصَهم على اغتنامِ الفُرص فيما يقربهم من الله.

فلنتشبّهْ بهم قدرَ الإمكان، فإنّهم نِعْمَ القدوةُ والأسوةُ هم في المبادرةِ إلى صالحِ الأعمالِ.

معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِكَ ورسولِكَ محمَّدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحب والآل، وعنا معهم بمنِّكَ وكرمِكَ يا أكرم الأكرمين. اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذل الشرك والمشركين، واجعل هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًا وسائرَ بلادِ المسلمينَ، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمينِ الشريفينِ وولي عهده بتوفيقِكَ، وأيِّدْهم بتأييدِكَ، يا سميع الدعاء، اللهم آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ ‌رَبِّ ‌الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *