شكر الله تعالى على نعمة الأمن والاستقرار توقير كبار السن اسم الله تعالى (الحفيظ) و (الحافظ) اسم الله تعالى (الفَتّاح). مكانة المساجد والمحافظة عليها. التحذير من الغيبة والنميمة التحذير من جهلة مفسري الأحلام

العنوان : الحفاظ على البيئة

عدد الزيارات : 2546

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن من آداب الإسلام المحافظةَ على المنافعِ التي وضعها الله في الأرض، من تُربة وشَجرٍ وحيوانٍ وغيرها، واجتنابَ إفسادِها، أو المساسِ بها إلا بما يدفعُ الضَررَ ويحصلُ به النفع، قال تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ

والإفسادُ في الأرض بعدَ إصلاحِها يَعمُّ كلَّ إفسادٍ قلَّ أو كثُر، فيدخلُ فيه إتلافُ الأشجارِ التي ينتفع بها الإنسانُ والحيوانُ إما بالأكلِ منها أو الاستظلالِ بظلِّها أو التداوي بشيءٍ من عناصرها، وسواءٌ كان الإتلافُ بالقطعِ أو التحريقِ أو الرعيِ الجائرِ او الدعسِ بالسيارات أو بغيرها.

ويدخل في الإفسادِ في الأرضِ الصيدُ الذي يتجاوزُ الحدَّ المأذونَ فيهِ نظاماً فيؤدي إلى اختلالِ التوازن البيئي مما يؤثر على الحياة الفطرية تأثيراً سيئاً.

ومن الإفسادِ في الأرض بعد إصلاحها مخالفةُ الأنظمة التي وُضِعتْ لحمايةِ البيئة، فلا ينبغي صيدُ الأنواعِ الممنوعِ صيدُها، ولا الصيدُ في غيرِ الأوقاتِ المحددة، ولا تجاوز الكميةِ المسموحِ بصيدها، ولا ينبغي الاحتطابُ والرعيُ في المكانِ أو الزمانِ الذي يمنع منه النظام، ولا إشعال النيران في غيرِ الأماكنِ المسموحِ بها، ولا إفسادُ المتنزهات برمي المخلَّفات في غيرِ الأماكن المخصصة لها؛ لأنها تضرُّ بالناسِ والحيوانِ والبيئة.

ومن الممارساتِ الضارّةِ الـمُهْلِكةِ للأرواحِ والأموالِ، النزولُ في بطونِ الأوديةِ في مواسمِ الأمطار، وقطعُ السيولِ أثناءَ جريانِها، فإنّ تعمد الإقدام على هذا الأمر من غير ضرورة رعونة ظاهرة، كم قد تسببت في إزهاقِ أرواحٍ بريئة، وأتلفت أموالاً كثيرة، وأرهقت رجال الأمن والمنقذين، وأشغلتْ أجهزةَ الدولةِ عمّا هو أولى أن تنشغلَ به.

فليضعْ كلُّ خارجٍ للتنزه نُصْبَ عينيه قوله تعالى: “وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا”، ليكونَ نبراساً له في التعامل مع منافعِ الأرض التي سخرها الله للعباد، وليضع نُصْبَ عينيه قولَه تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾   فينطلقَ منه إلى الالتزامِ بأنظمةِ الدولةِ المتعلقةِ بحمايةِ البيئةِ والحياةِ الفِطْرِيّة.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً،

أما بعد:

فاتقوا الله عبادَ الله، ولا تفسدوا في الأرضِ بعدَ إصلاحِها، واعلموا أَنّ أعظمَ صورِ الإفسادِ في الأرض بعد إصلاحِها هو الشركُ بالله تعالى، فقد أصلح اللهُ تعالى الأرضَ بالتوحيد فأرسلَ بهِ الرسل، وأنزل بهِ الكتب.

ومن صورِ الإفسادِ في الأرض بعد إصلاحِها الدعوةُ إلى البِدعِ والمحدثاتِ في الدين، والتعبُّدُ لله بها، سئل أبوبكر بن عياش رحمه الله عن قوله تعالى: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها” فقال: “إن اللهَ بعثَ محمداً إلى أهلِ الأرض وهم في فسادٍ، فأصلَحهمُ اللهُ بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، فمن دعا إلى خلافِ ما جاء بهِ محمدٌ صلى الله عليه وسلم فهو من المفسدينَ في الأرض”.

ومن صورِ الإفسادِ في الأرض ارتكابُ المعاصي، فإنّ المجاهرةَ بها، وعدمَ التناهي عنها مع القُدرةِ على النهي عنها، من أسبابِ سَلْبِ النِّعَم وحُلولِ النِّقَم قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾

  اللهم اجعلنا مصلحين غيرَ مفسدين، وأدخلنا برحمتكَ في عبادِك الصالحين.

اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذل الشرك والمشركين، واجعل هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًا وسائرَ بلادِ المسلمينَ، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق وليَّ أمرنا خادمَ الحرمينِ الشريفينِ وولي عهده بتوفيقِكَ، وأيِّدْهم بتأييدِكَ، يا سميع الدعاء، اللهم آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ ‌رَبِّ ‌الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *