جديد الإعلانات :

العنوان : آية الحقوق العشرة

عدد الزيارات : 2444

 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

 أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق تقاته، وسارعوا لمغفرته ومرضاته، واعلموا أن الله أمر عباده بعشرة حقوق عظيمة، من قام بها إيماناً واحتساباً فاز بعظيم الأجر، وجميل الذِّكر فما أحرانا بتدبرها والفقه فيها والقيام بها قدر الاستطاعة، قال تعالى  ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ فأول الحقوق هو حقه جلَّ وعلا على عباده بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، أي أن يتقربوا إليه بالطاعاتِ الظاهرة والباطنة ولا يعبدوا معه غيره، لا ملَكاً مقرباً، ولا نبياً مرسَلاً، ولا ولياً صالحاً، ولا شمساً ولا قمراً، ولا شجراً ولا حجراً، فمن دعا غير الله كعلي والحسين والبدوي وغيرهم فقد أشرك مع الله في عبادته، ومن لقي الله موحداً دخل الجنة خالداً فيها، ومن لقيه مشركاً دخل النار خالداً فيها والعياذ بالله.

ثم أمر بالإحسان إلى الوالدين، وثنى به لأنه أعظمُ الحقوق بعد حقه جل وعلا، ويدخل في الإحسان إليهما بِرهما والإنفاقُ عليهما ورعايتُهما لا سيما عند الكبر، ولينُ الجانب لهما، واجتناب رفع الصوت عليهما، واجتناب التأففِ منهما، ومن الإحسان إليهما البر بهما بعد موتهما بالدعاء لهما وإنفاذ وصيتهما، والصدقة عنهما، وصلة رحمهما، والإحسانِ إلى صديقهما.

والحق الثالث: الإحسان إلى القرابة بصلتِهم وزيارتِهم، والسؤالِ عنهم ومشاركتِهم في أفراحهم، ومواساتهم في أتراحهم، والمواظبة على الإحسان إليهم وإن أساؤوا إليك وصلتهم وإن قطعوك فليس الواصلُ بالمكافئ، ولكنِ الواصلُ الذي إذا قُطِعت رحمُه وصلَها”

الحق الرابع: الإحسان إلى اليتامى وهم الأطفال الذين مات آباؤهم وهم دون البلوغ، سواءً كانوا من الأقارب أم لا، ومن الإحسان إليهم رحمتُهم، وكفالتُهم، والإنفاقُ عليهم وتربيتُهم، وتعليمُهم، وحفظُ أموالهم، وتثميرُها لهم، واجتنابُ ظلمِهم أو أكلِ شيء من أموالهم.

الحق الخامس: الإحسانُ إلى المساكين بإعطائهم ما يسد حاجتهم.

الحق السادس: الإحسانُ إلى الجار ذي القربى وهو الجار الذي له قرابة ورحم.

الحق السابع: الإحسانُ إلى الجار الجنُب وهو الجار الذي ليست له قرابة أو الجار البعيد غير الملاصق، فالجيران كلهم لهم حق ولكن القريب آكد من الأجنبي، والأقرب باباً آكد من الأبعد باباً.

الحق الثامن: الإحسان إلى الصاحب بالجَنْب، وهو كلُّ من بينك وبينه صحبة كالزوجةِ والصديقِ ورفيقِ السفر.

الحق التاسع: الإحسان إلى ابن السبيل وهو المسافر، وذلك بملاطفته وإيناسه، وسد حاجتهِ إن كان منقطِعاً ليصلَ إلى وِجْهته.

الحق العاشر: الإحسان إلى ملك اليمين من الرقيقِ أو البهائم، بإعطائهم ما يكفيهم، وعدمِ تحميلهم ما يشقُّ عليهم.

فاستعينوا بالله تعالى على القيام بحقه والقيام بحق خلقه، فمن استعان بالله أعانه الله، ومن جاهد نفسه في الله وفقه وهداه. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً،

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى، وقوموا بحقه عليكم ، وبحقوق خلقه التي شرعها لكم، فمن قام بها فهو الخاضعُ لمولاه، المتواضعُ لعبادِ الله، المستحقُّ للثوابِ الجزيل والثناء الجميل، ومن لم يقم بذلك فإنه عبدٌ مُعرضٌ عن الله، متكبِّرٌ على عباد الله، مُعجَبٌ بنفسه، وهو في الحقيقةِ السافلُ المحتقَر، ولهذا ختم الله الآيةَ السابقة، آيةَ الحقوقِ العشرة بقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ تنبيهاً على أن الخُيلاء والفخرَ صفتانِ ذميمتانِ قبيحتانِ تمنعانِ صاحبَهما من القيامِ بحق الله تعالى، وحقِّ عبادِه، فنعوذُ بالله من منكراتِ الأخلاق وسيئها.   ونسألهُ التوفيقَ لمحاسنِ الأخلاقِ وصالحها.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين. اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، اللهم وفقهم بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئنّاً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. عباد الله (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *