العنوان : مما يشرع في يوم عرفة وأيام التشريق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى واعلموا أنكم لا تزالون في الأيام العظيمة أيام عشر ذي الحجة التي قال فيها النبي ﷺ (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري، فأكثروا من ذكر الله واجتهدوا في أعمال البر والقربات.
عباد الله: إن يوم غد هو يوم عرفة وهو يوم عظيم، رغّب النبي ﷺ أمته في صيامه فقال: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) رواه مسلم. فمن قدر أن يصومه فلا ينبغي أن يفرط فيه فيحرم نفسه هذا الأجر العظيم، ورغّبوا أهليكم ومن يطيق الصيام من أبنائكم وبناتكم في صيامه لينالوا ثوابه ويألفوا الطاعة ويعتادوا عليها.
أما من كان في عرفة حاجّاً فيستحب له الفطر؛ لأن النبي ﷺ وقف بعرفة مفطراً، وليتقوى على الدعاء والذكر في ذلك المشهد العظيم.
ومن فجر يومِ عرفة يُشرع التكبير المقيد بعد الفراغ من صلاة الجماعة يقول: “الله أكبر الله أكبر لا إله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد” والجهرُ به سُنّةٌ في حق الرجال. وأما الحُجاج فيبدأ التكبير في حقهم بعد صلاة الظهر من يوم النحر، وينتهي التكبير المقيد بصلاة العصر آخرَ أيامِ التشريق.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنكم تستقبلون يومَ النحر، وأيام التشريق الثلاثة، وهي أيام عظيمة، قال ﷺ «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثم يوم القر» يعني الحادي عشر، ويبدأ وقت ذبح الأضاحي بعد الفراغ من صلاة العيد، ويستمر الذبح إلى غروب الشمس من آخر أيام التشريق، وكلها أيام عيد يحرم صيامها إلا للمحرم الذي لا يجد الهدي، قال ﷺ “أيام التشريق أيام أكلٍ وشرب وذكرٍ لله” رواه مسلم.
فاحرصوا على شهود صلاة العيد وخطبتها، وذبحِ الأضاحي لمن قدر عليها، وكلوا منها واهدوا منها وتصدقوا بشيء منها على الفقراء قال تعالى: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ وقال تعالى ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
معاشر المؤمنين: صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين اللهم صل وسلم عليه وعلى خلفائه الراشدين وعلى سائر الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. اللهم احفظ الحجاج والمعتمرين، ويسر لهم أداء مناسكهم آمنين وأعدهم إلى أهليهم سالمين غانمين يا رب العالمين. عباد الله {إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإْحْسَانِ وَإِيتَآء ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْى يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.