رعاية كبار السن والعناية بهم | توجيهات في بداية العام الدراسي الجديد 1447هـ | بر الوالدين | التحذير من استعمال الذكاء الصناعي في الإثم والبغي | أثرُ علماء السنة في حفظ الدين، وعداوةُ أهلِ الأهواء لهم. | خطر نشر الشائعات والغيبة والنميمة، وبيان آثارها السيئة على الفرد والمجتمع. | شروط النصر والتمكين، والحث على صوم عاشوراء |

العنوان : رعاية كبار السن والعناية بهم

عدد الزيارات : 73

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا م ضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أما بعد:   فإن من محاسن دين الإسلام أنه أمر بإنزال الناس منازلهم، وإعطاء كل ذي حق حقه الذي يليق به. ومن ذلك ما جاء بشأن التعامل مع كبار السن، فقد حفظ لهم ديننا حقهم، واعتنى بشأنهم، فأمر بتوقيرهم وإجلالهم واحترامهم فقال ﷺ «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ» رواه أبو داود وحسنه ابن حجر.

ويتجلى احترام الكبير في مظاهر كثيرة جاءت بها السنة النبوية، منها: مشروعية تقديمه على من دونه عند الكلام، وعند مناولة السواك والشراب والطعام ونحو ذلك مما يكون من باب التكريم والتفضيل.

ومن إجلال الكبير أن يوسع له في المجلس إذا دخل فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء شيخٌ يريد النبي ﷺ فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له فقال النبي ﷺ: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا”.

ومن إجلال الكبير أن يُتلطف معه وأن يُشعر بتوقيره وتقديره وأن تُراعى أخلاقه إذا كان في خلقه شدة أو سرعة غضب تأسياً بالنبي ﷺ مع من كان هذا حاله.

ومن إجلال الكبير وتوقيره أن يقدم في الإمامة إذا استوى مع غيره في القراءة لقوله صلى الله عليه وسلم (وليؤمكم أكبركم) متفق عليه، ومن إجلال الكبير ورحمته أن يراعيه الإمام في الصلاة فلا يطيل إطالة تشق عليه لقوله صلى الله عليه وسلم «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ، فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ» متفق عليه.

ومن إجلال الكبير أن يبادره الأصغر منه بالسلام عليه لقوله صلى الله عليه وسلم (يُسلّم الصغير على الكبير) رواه البخاري.

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فاتقوا الله عباد الله تعالى، واعلموا أن الأسرة إذا كان فيها كبير سن من والد أو أم أو جد أو جدة من غيرهم فعلى الأسرة جميعاً أن تعامل كبار السن فيها معاملة كريمة، تتمثل في رعايتهم، والإحسان إليهم، ومراعاة احتياجاتهم الحسية كالطعام والشراب والدواء واللباس وغيرها، ومراعاة احتياجاتهم المعنوية المتمثلة في التقدير والاحترام وإشعارهم بأهميتهم وذلك بتبادل الحديث معهم، وطلب مشورتهم، وإشراكهم في شؤون الأسرة التي لا مضرة في إشراكهم فيها، وهذا من الوفاء معهم ومقابلة إحسانهم أيام قوتهم بالإحسان إليهم يوم ضعفهم وقد قال تعالى (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).

ومما ينبغي الوصية به حث الناشئة على مجالسة كبار السن، والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، والإصغاء إلى نصائحهم، وتقبّلها بمنهم صدر رحب ولو كانت مُرَّةً أو مكرّرة، فإن مجالسة الكبار من أكثر الأمور نفعاً للنشْ وللشباب، فإنهم يجدون عندهم ما لا يجدونه في الكتب ولا في غيرها من الفوائد التي تختصر عليهم كثيراً من الوقت والجهد بسبب ما سبق لهم من التجارب، وهذه بعض بركة الكبار التي أشار إليها النبي ﷺ في قوله “البركة مع أكابركم”  

وأولى الكبار بالبر والإحسان والعطف والعناية والرعاية هما الأبوان لقوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)

اللهم زينا بمحاسن الأخلاق واصرف عنا مساوئها، اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله، اللهم آمنا في دورنا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم أصلح أحوال في كل مكان برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مُعلمة بـ *