جديد الإعلانات :

العنوان : التحذير من الحملات الإعلامية ضد السعودية وواجب المواطن في الدفاع عنها خطبة

عدد الزيارات : 5791

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الإعلام له أثر بالغ في تشكيل قناعات الناس واعتقاداتهم وأفكارهم وتوجيه مشاعرهم وسلوكهم، وتحديد مواقفهم من القضايا والحوادث التي يسلط الضوء عليها.

ولما عرف أعداء الإسلام أثر هذا السلاح في الصد عن دين الله استعملوه من وقت مبكر حسب الإمكانات المتاحة لهم، وكان من أبرز تلك الأسلحة الإعلامية سلاحُ الإشاعات المغرضة المبنية على الكذب والتزوير والتدليس وحجب الحقائق فوصفوا الرسل بالكذب والسحر والجنون والشعر والسفاهة والضلالة ووصفوا أتباعهم بأوصاف دونية كل ذلك بقصد التنفير عن أنبياء الله ورسله وصد الناس عن الإيمان بهم وبالنور الذي أنزل معهم.

وقد قص الله علينا طرفاً من تلك الإشاعات الكاذبة الظالمة ومن ذلك قولُه تعالى {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} وقولُ قوم نوح لنوح عليه السلام { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} وقولهم له { مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ } وقولُ قوم هود لهود عليه السلام { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}

وفي شأن موسى عليه السلام يقول تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}

ولما بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم استعمل كفار قريش في مكة ذلك الأسلوب لتنفير الناس عنه وعن دينه فأشاعوا أنه ساحر لا يكاد أحد يسمع كلامه حتى يسحره حتى إن بعضهم إذا دخل مكة وضع القطن في أذنيه خوفاً من سحره كما أوهموه. وأشاعوا أن محمداً إنما جاء ليسب أباءكم ويسفه أحلامكم ويقطع أرحامكم حتى يبغضوه ويعادوه.

ولما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ونصره الله تعالى في بدر أظهر بعض المشركين وبعض اليهود الإسلام نفاقاً وخداعا مع بقائهم في الباطن على كفرهم ثم سلكوا ذلك المسلك في حربهم وعداوتهم فنشروا الدعايات المغرضة والإشاعات الكاذبة لتفريق كلمة المسلمين وإدخال الرعب في قلوبهم والفَتِّ في عزائمهم، وتشتيت اهتماماتهم حتى يشغلوهم عن الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، ولتشكيك ضعفاء الإيمان في عقيدتهم ودينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم. ففي غزوة أُحد أشيع أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل فدخل على المسلمين من الغم والحزن ما أذهلهم حتى ألقى بعضهم السلاح وقعدوا عن القتال. وكما وقع في حادثة الإفك وما ترتب عليها من التشويش على بيت النبوة والطعن في العرض الطاهر الشريف، وانقسامِ الناس إلى قسمين حتى وقع السباب والتدابر بين بعضهم، وانشغالِ المجتمع المدني بهذه القضية الكبيرة مدة شهر حتى جاء الفرج من الله فأنزل براءة عائشة رضي الله عنها في آيات تتلى إلى يوم القيامة.

ولخطر هذا النوع من الحرب وأثره السيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخذ من التدابير ما يقطع به الطريق على الأعداء أن يستغلوه ضده فتراه يَدَعُ الشيء الذي يود لو فعله لأجل ذلك، كما ترك قتل بعض من يستحق القتل ممن يظهر الإسلام حتى لا يشيع الأعداء أن محمداً صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه الذين يهاجرون إليه فيكون ذلك مانعاً من هجرة الناس اليه والدخول في دينه.

وكما ترك الكعبة على حالها بعد أن فتح مكة مع أنه كان يرغب في هدمها وإعادة بنائها على قواعد إبراهيم ويجعل لها بابين ملاصقين للأرض باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه. فترك ذلك مع رغبته فيه خشية أن يشاع عنه صلى الله عليه وسلم أنه لا يعظم البيت ولا يجله ولا يحترمه وأنه إنما فتح مكة للعبث بالبيت وتغيير معالمه فيكونَ في ذلك فتنة لضعفاء الإيمان فيرتدوا بعد إيمانهم، وفتنة لمن لا يعرف حقيقة الحال من المشركين فيزدادوا للنبي صلى الله عليه وسلم عداوة، ولدينه كراهية.

وورث أعداء دعوة الحق هذا الميراث فحاربوا به الأئمة المصلحين، المجددين لما يندثر من معالم الدين كما فعلوا مع الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ومع أنصار دعوته من أئمة وأمراء آل سعود رحمهم الله فقد نشروا عنهم من الدعايات الكاذبة قولاً وكتابة مالا يحصى كثرة وتولى نشرها في أرجاء العالم دولة الخرافة التي كانت قائمة في ذلك الوقت، ولكن ذهبت تلك الجهود وتلك الدول التي قامت بِكِبْرِ هذه العداوة وبقيت دعوة الشيخ صَلبة قوية إلى يومنا هذا ينتفع بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.

ولما أسس الإمام العادل والملك الصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود هذه الدولة السعودية الثالثة وسلك مسلك سلفه الصالح في الحكم بالكتاب والسنة وحماية التوحيد وقمع البدعة قامت عليه وعلى دولته واسرته ورجاله حروب الشائعات لتقضي على ملكه ولتحطم مشروعه ولكن خيب الله مساعيهم وحطم آمالهم هم.

وها نحن اليوم نعايش حربا إعلامية شرسة وإشاعات مغرضة تجردت عن كل معاني المروءة والحياء والصدق والأمانة والمسؤولية، تستهدف دولتنا عامة وتستهدف ملكنا وولي عهده بصفة خاصة _حماهم الله من كل سوء_ يقصدون من وراء هذه الحملة تأليب الرأي العام والتأثير على الدول الكبرى لتصطف جنباً إلى جنب لمحاربة دولتنا وفرض العقوبات الاقتصادية وغيرها عليها. وتهدف إلى خلخلة الوحدة الوطنية وتشكيك أفراد الشعب في دولتهم وولاة أمورهم وزرع الأحقاد في قلوبهم ليسهل قيادهم إلى نشر الفوضى والاضطرابات عبر الإضرابات والمظاهرات كما فعلوا بالشعوب الأخرى.

ولكن بحمد الله لن يعودوا الا بالخيبة والندامة والخسران بفضل الله أولاً وأخيراً ثم بفضل ما نحن عليه من الحق والوعي والإدراك والتلاحم والترابط حكاماً ومحكومين والحمد لله رب العالمين.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واحذروا من مكائد أعدائكم ولا سيما ما ينشرونه في وسائل إعلامهم ضد دولتنا وولاة أمرنا وعلمائنا ومجتمعنا وما ينشرونه من التشكيك في عقيدتنا وقوتنا واقتصادنا ومشارعينا الإنمائية فإنهم لا يريدون إلا الفتّ في عضدنا وإدخال الشعور بالإحباط إلى قلوبنا وإضعاف ارتباطنا وتماسكنا مع ولاة امورنا.

إخوة الإيمان: إننا ونحن نتابع هذه الحملات المنظمة الموجهة لحربنا ليجب علينا مراعاة ما يلي:

أولاً: الحذر التام من إعلام عدونا وقنواته كقناة الجزيرة _مضرب المثل في الخبث والكذب_ والحذرُ من غيرها من القنوات التي تدور في فلكها من قنوات الإخوان المسلمين وقنوات الرافضة والحوثيين فهم من أشد الناس لنا عداوة.

ثانياً: الحذر من نشر الأخبار التي تعرفون خبث مصدرها أو تجهلون ثقة مصدرها ، والتي تسيء إلى الوطن وولاة أمره، بل أميتوها بترك إعادة نشرها ونصحِ من يرسلها لكم وموعظتِه وتحذيره. فإن نشرها كما أنه خطر وضرر على دنيانا فهو كذلك خطر على ديننا وصحيفة أعمالنا لأننا منهيون عن إشاعة الأخبار وإذاعتها إذا كان يتعلق بها ضرر عام كما في قوله تعالى {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} وجعل الله تعالى الإرجاف من صفات المنافقين وأعمالهم فقال تعالى {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} وقال تعالى { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} وقال تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وقال صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) أخرجه مسلم في المقدمة.

ثالثاً: لزوم السمع والطاعة لولاة أموركم في المعروف والوقوف معهم في خندق واحد ضد من يريد بنا شراً فالدفاع عن هذا البلد هو دفاع عن التوحيد والسنة والعقيدة الصحيحة، دفاع عن الدولة التي تنشر الخير في مشارق الأرض ومغاربها، دفاع عن الدولة التي ما فتئت تبذل الغالي والنفيس في الدفاع عن قضايا المسلمين وصد العدوان عن بلدانهم، الدفاع عن هذا البلد هو دفاع عن الحرمين الشريفين ومقدسات المسلمين ثم هو إلى ذلك دفاع عن النفس والعرض والمال.

رابعاً: أن نساهم في قوة وطننا وعزته بما نستطيع، ومن ذلك أن يقوم كل واحد منا بالواجب عليه تجاه ربه بعبادته وحده وعدم الإشراك به فالعز والمجد والسؤدد إنما هو في إفراد الله بالعبادة، وأن يقوم كل منا بالواجب عليه تجاه بيته وأسرته ووظفيته وعمله، فالوطن إنما يقوم بأيدينا جميعاً. وأن نساهم في نشر محاسن بلدنا _ وما أكثرها_ لنواجه بها حملات التشويه المتعمدة التي تخفي المحاسن وهي كالجبال وتبرز القصور وتضخمه وتفتري بعد ذلك ما يسعفها به خيالها.

خامساً: أن نناصر دولتنا وولاة أمورنا بالدعاء الصادق المخلص سراً وجهراً ولنحرص على ساعات الإجابة، فهم أحق الناس بدعائنا، لندعُ لهم بالنصر والتمكين والصلاح والعافية وحسن البطانة وأن يقيهم الله شر الأشرار وكيد الفجار وشر ما يطرق بشر من طوارق الليل والنهار. ولنحرص أيضاً على الدعاء على أعداء عقيدتنا وديننا ومنهجنا وحسادنا على نعمتنا ممن يكيدون لنا ليلا ونهاراً فإن الدعاء سلاح عظيم لا ينبغي إغفاله ولا التساهل به فإن الله قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.

اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا واجتماع كلمتنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم اعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين، اللهم أصلح أحوال بلاد المسلمين وأنزل عليها الأمن والسكينة والطمأنينة برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

3 comments

  1. ابو السامر

    وورث أعداء دعوة الحق هذا الميراث فحاربوا به الأئمة المصلحين، المجددين لما يندثر من معالم الدين كما فعلوا مع الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ومع أنصار دعوته من أئمة وأمراء آل سعود رحمهم الله فقد نشروا عنهم من الدعايات الكاذبة قولاً وكتابة مالا يحصى كثرة وتولى نشرها في أرجاء العالم دولة الخرافة التي كانت قائمة في ذلك الوقت، ولكن ذهبت تلك الجهود وتلك الدول التي قامت بِكِبْرِ هذه العداوة وبقيت دعوة الشيخ صَلبة قوية إلى يومنا هذا ينتفع بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.

    شيخنا الفاضل حفظك الله وبارك فيكم وفي جهودكم
    سؤالي :-
    من هي الدولة الخرافة التي كانت قائمة أنذاك الوقت؟

  2. المقصد دولة تركيا دولة الشرك والخرافات والبدع والفساد

  3. حسن عيساوي

    جزاك الله خيرا ياشيخنا الفاضل على خطبك الرائعة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *