كلما اقترب موعد إعلان الميزانية نشط بعض الناس المعروفين بأعيانهم أو المتخفين خلف الأسماء المستعارة بإثارة الشعب والاستماتة في إقناعه أنه لن يستفيد منها المواطن ولا الوطن بشيء ولن يستفيد منها إلا فلان وعلان ودولة كذا وكذا..

ولن أكتب مدافعاً ولا منافحاً عن الميزانية وأين ستذهب وتصرف ولكني ألفت نظر القارئ إلى الحديث المخرج في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم .. ثم قال ” ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنياه فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط”.

فهذا الحديث فيه وعيد شديد لمن يربط رضاه عن ولي الأمر  وسخطه عليه والوفاء ببيعته أو نكثها بمصلحته المالية المادية إن أعطاه رضي ووفى وإن لم يعطه سخط ولم يفِ.

فكيف بمن يسخط وهو يناله نصيب كبير من منافع الميزانية إما نيلاً مباشراً كراتبه إن كان موظفاً أو مكافأته إن كان طالباً  وكالضمان لمن كان من أهله أو غير مباشر كتيسير أمور كثيرة كانت ستكلفه الكثير  كالدراسة المجانية في كل مراحل الدراسة دون استثناء وكالعلاج المجاني ودعم الوقود وغيره وتذاكر السفر المخفضة لكثير من شرائح المجتمع. وكتوفير الخدمات العامة  كالطرق والكهرباء والمياه ..

وإذا كان هذا الوعيد في حق من سخط فقط فكيف بوعيد من يضم إلى السخط الإثارة والتشغيب والتهييج ونشر المساوئ وكتم المحاسن بقصد الإفساد وإشعال الفتنة  فإن الوعيد إذا رتب على الجناية الصغيرة دل على أن ما كان أكبر منها أولى بالزجر عنها واستحقاق العقوبة عليها.

نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والرخاء والاجتماع وأن يكفينا شر كل ذي شر إنه قوي عزيز.