العنوان : توجيهات شرعية مختصرة بمناسبة الشتاء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
أما بعد:
فاتقوا الله عز وجل كما أمركم في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} وحقُّ تقاتهِ أن تذكروه ولا تنسَوْه، وتشكروْه ولا تكفُروه، وتطيعوه ولا تعصُوْه.
عباد الله: دخل علينا فصل الشتاء ببرده وزمْهَرِيره ونحن بحمدِ الله نرفلُ في نعم لا تُعدُّ ولا تحصى مما نستعين به على البَرْدِ من مساكنَ وملابسَ، ومطاعمَ ومشاربَ، ومواقدَ ومدافئ ، فالحمدُ لله الذي أعطانا وأغنانا، وأطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم من الناسِ لا كافيَ له ولا مُؤْوِي.
ومن نعم الله علينا أيضاً في هذه الأيام هذا الغيث العام الذي سقى الأرض، وأجرى الأودية، وأبهج النفوس، فاللهم بارك لنا فيه وأنبت به الزرع وأدر به الضرع، وانفع به البلاد والعباد، واجعله بلاغاً ومتاعاً للحاضر والباد.
فتذكّروا هذه النعم وتأمّلوها، واستعينوا بها على طاعة ربكم، واشكروه عليها، فبالشكر تدوم النِّعَم، وتُصرَفُ النِّقَم قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
عباد الله:
إن من فضل الله تعالى علينا أنه لم يجعل علينا في الدين من حرج بل جعله ديناً سَمْحاً يُسْراً لا عُسْرَ فيه قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ، ومن صور التيسير في الدين الترخيص في الجمع بين المغرب والعشاء عند نزول المطر، ولكن لا ينبغي التساهل في الجمع، فلا يصح الجمع عند المطر اليسير الذي لا تحصل به المشقة وهو ما لا يبل الثياب، ولا يصح الجمع لأجل وجود الغيم فقط دون أن يكون المطر نازلاً.
فحافظوا على صلاتكم، وعظّموا شأنها، وإذا كنتم في حالٍ تشكّون فيها هل يجوز الجمع أم لا فالاحتياط تركُ الجمع إبراءً للذمة؛ لأن الأصلَ أن تُصلّى كل فريضة في وقتها لقول الله تعالى {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، وتذكروا أن أجسادكم على النار لا تقوى، وأن ما عند الله لعبده المؤمن خير وأبقى.
إخوة الإيمان: إن من صور التيسير في الدين الترخيصَ للمسلم أن يمسح على الخفين والجوربين وما يُلبس في القدمين إذا كان ساتراً لمحِلِّ الفرض أي إلى الكعبين، وبشروطه المعروفة وذلك بأن يلبس على طهارة تامة، وأن يَمسح عليه المقيمُ يوماً وليلة، والمسافرُ ثلاثة أيامٍ بلياليها، ويكونَ المسح في الطهارة من الحدَثِ الأصغر أي في الوضوء فقط، أما إذا أرادَ أن يغتسلَ من الجنابة فعليه غَسلُ رجليه ولا يُجزِئُه مسحُ الجوارب.
أسأل الله أن يفقهني وإياكم في دينه، وأن يستعملنا في طاعته، ويجنبنا معصيته، إنه سميع الدعاء.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم وفق إمامنا وولي عهده بتوفيقك وأيدهم بتأييدك، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة رب العالمين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم صل وسلّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.